المشاركات

عرض المشاركات من 2015

أطباء بلا حقوق..1 (ج3)

صورة
"تدوينة مجمعة -  بداية قصتي مع  مجموعة أطباء بلاحقوق" من 16 مارس وحتى 30 مارس 2010 القاهرة.. حديقة اتحاد المهن الطبية.. الثلاثاء  30 – 3 – 2010  -  2:00 ظهرا.. الاجتماع الثاني مع أطباء بلا حقوق.. لم يختلف الأمر كثيرا عن اجتماع المرة الفائتة.. كان محور الاجتماع هذه المرة هو التصويت على قرارات خاصة بالعمل في الفترة المقبلة..إزاء تعنت مجلس النقابة..وتجمد العمل النقابة..وفي نفس الوقت إزاء المشاكل المتفاقمة الآن بين الأطباء.. كنا أقرب لعشرين شخصا..حول مائدة مستديرة.. الحق أنني كنت سعيدا ومندهشا لأنني انضممت بهذه السرعة لدائرة متخذي القرار.. هم لم يعرفونيي أكثر من لقاء عابر مرة أو مرتين فقط..وبالرغم من هذا أجلس وسط الناس..وأتخذ القرار..شأني شأن د.منى ود.بكر ود.رشوان..والآخرين.. هنا شعور متضارب.. شعور بالأمان..إذ أن مجموعة بهذه السذاجة ليس من المعقول أن تمارس عملا سريا ما.. وشعور بالخطر..إذ أن مجموعة بهذه الحماقة تسعى لأن يكون لها دور فعال في تغيير الأمور في النقابة مستقبلا..!! لا بأس.. كل شيء سيتضح فيما بعد.. *-*-* طرحت فكرة الاضراب.. وهي فكرة غير مجدية من وجه

أطباء بلا حقوق..1 (ج2)

صورة
"تدوينة مجمعة -  بداية قصتي مع  مجموعة أطباء بلاحقوق" من 16 مارس وحتى 30 مارس 2010  القاهرة.. دار الحكمة..حديقة المهن الطبية.. الأحد  28 – 3- 2010  -  5:00 مساءً..  يوم الجمعة الفائتة بعد الجمعية كان الاتفاق على أن نتقابل يوم الأحد –أي بعد يومين- للحصول على نسخة مختومة من قرارات الجمعية العمومية الأخيرة.. جئت مبكرا قليلا..انتظرت بداخل النقابة.. بدأ الآخرون في المجيء..يعرفون بعضهم جيدا فيما يبدو..أو أنني لا أستطيع الاندماج بسهولة فيما يبدو أكثر..! ثم جاءت د.منى..لأول مرة أقوم بمصافحتها.. ابتسامتها آسرة هذه السيدة.. انتظرنا قليلا..ومضى بعض الوقت حتى تجمع الباقون..ثم دخلنا جميعا لمكتب أمين عام النقابة.. د.عبد الفتاح رزق..(..) لم أستطع أن أرتاح له على الإطلاق.. هناك تلك الابتسامة الصفراء المقيتة..الابتسامة التي تفضح صاحبها.. لم يكن عضوا نقابيا..بل قائما بالأعمال..لأنه وعلى مدى ثمانية عشر عاما لم تجرى خلالها الانتخابات..فقد مات من مات من أعضاء النقابة..وسافر من سافر..وصعد من صعد لمستوى أعلى.. لذلك كان واجبا أن يتم الاستعانة ببعض الأعضاء من خارج النقابة.. ب

أطباء بلا حقوق..1 (ج1)

صورة
"تدوينة مجمعة -  بداية قصتي مع مجموعة أطباء بلاحقوق" من 16 مارس وحتى 30 مارس 2010.. الزقازيق.. المنزل.. الثلاثاء 16 – 3 – 2010  -  في وقت متأخر من الليل.. "تدوينة مجمعة -  بداية قصتي مع مجموعة أطباء بلا حقوق" بعد مغامرة فاشلة أخرى اليوم..لم أستطع اللحاق بوقفة احتجاجية للمطالبة بحقوق الأطباء.. حكيت لك سابقا كيف وصلت للمجموعة.. في البداية عرفت مجموعة تدعى شباب الأطباء..ومنها عرفت مجموعة أطباء بلا حقوق.. في الحقيقة بدأت مجموعة بلا حقوق بداية مبكرة أكثر بكثير من المجموعة الأخرى..في عام 2007-2008.. الثلاثة الكبار..د.أحمد بكر..ود.رشوان شعبان.. والسيدة العظيمة د.منى مينا.. عرفتها في سنين التكليف..وإن لم أفعل أكثر من متابعة الكلمات عبر مجموعة على الفيس بوك.. كنت بعيدا للغاية في تلك الأيام.. ولم أكن أعلم يا صديقي ما يخبئه لي القدر.. *-*-* قلت أنها كانت مغامرة فاشلة، لأنني حاولت اللحاق بتلك الوقفة بعد انتهائي من أوراق استلام نياتي في مديرية الصحة بالشرقية..(هل كانت تلك رسالة ما..؟ أليس كذلك..؟) انطلقت بعدها للقاهرة..على أمل اللحاق بالوقفة التي كان

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..15

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 26 – 4 – 2010  -  1:35 ظهرا.. العودة مرة أخرى للمكاتب الوثيرة في العيادات الخارجية.. العودة لما كنا عليه.. لا بأس يا صديقي.. هذه هي الحياة.. *-*-* فوجئت باستدعاء مدير العيادة لي.. استغربت من الأمر..عادة يكون الأمر تقصير مني حسب تصوره..أو توجيه ما..أو فقط تذكير منه بوجوده هنا.. ربما تصورت أن الأمر سيكون في النهاية لوما منه على غيابي يوم الاثنين الماضي..لكنه كان في الحقيقية يستدعيني بقصد لومي على غيابي عن العيادة أسبوعا لحضور دورة تدريبية بدون استئذان..!! كنت لا زلت أتحلى ببعض الصبر في تلك الأيام البعيدة..فأخبرته أنني فوجئت باسمي لدى دفتر الحضور في ذلك اليوم..وأنني حضرت لأقوم باستئذانه لكنه لم يكن موجوداً..وتركت خبرا صغيرا لدى الموظفة في المكتب.. حتى هو لم يكن لديه أكثر من أن يقول لي أنه سيبحث الأمر مع إدارة التدريب.. لكني لم أستطع إخفاء احمرار أذني.. *-*-* أنا لا أحب أن أنتقد.. هذه حقيقة.. أي انتقاد لي سواء بتوجيه اللوم أو بالسباب أو بالتقريع أو أي شيء آخر، هو انتقاص مباشر مني.. لدي حساسية بالغة من مثل هذه الأمور.. وكلما كان

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..14

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية..  السبت 24 – 4 – 2010  -  2:15 ظهرا.. إدارة التدريب مجدداً..الدورة التدريبية مستمرة.. أما عن المحاضرة الأولى والثانية اليوم فهي لـ د.فخر الاسلام مرة أخرى.. الغريب أنها كانت في موضوع "مضادات الذهان"..وهو أمر تناولناه قبل الأمس مباشرة.. مالسبب في التكرارا..؟ هل اعتذر الطبيب المسؤول عن المحاضرة..أم طرأ تغيير آخر..؟ يوم السبت كانت المحاضرة سريعة أصلا..وكانت عامة..أي أنها لم تركز على أمر بعينه..ولكن هذا ليس سبب كافيا لإعادتها.. لا بأس.. سنقضي ساعتين أو ثلاثا من العلم اللطيف هنا.. *-*-* أشعر بالجوع..فألتهم تلك الفطيرة.. هناك منديل لا زلت أحتفظ به لليوم من تلك الأيام.. كانت تلك المعجنات المالحة والسكرية يجلبونها من دار المدرعات..لا أدري السبب..لكنني كرهت طعم تلك الفطيرة السكرية ذات الكرزة الحمراء الجيلاتينية المقيتة في أعلاها.. لم أستسغها أبدا..لذلك كنت أفضل تركها كما هي.. أمسح فمي بالمنديل..حين أسمع بوجود مشكلة ما.. المحاضرة الثالثة كان ترتيبها أن يكون الأولى..ثم تم تعديلها..لكن الطبيب المحاضر لم يعرف بالموضوع إلا متأخرا للغا

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..13

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. "تفاصيل يوم سعيد" 20 – 4 – 2015  -  1:15 ظهرا.. اليوم هو الثاني في الدورة التدريبية.. المحاضرة الأولى..دخلت متأخرا بعض الشيء..ممسكا بكوب من الشاي البلاستيكي.. لأجد هناك أمام السبورة رجلا سبعينيا في بذلة كلاسيكية.. شعرت بحرج بالغ..ووضعت الكوب من يدي.. لكنه اتقبلني بابتسامة بسيطة..ودعاني للدخول.. قصير القامة قليلا..وذو شعر أبيض ناصع.. كان د.محمد فخر الاسلام.. *-*-* الدكتور محمد فخر الاسلام هو أستاذ الطب لنفسي المتفرغ بجامعة القاهرة.. اسمه له رنين خاص للغاية مع المشتغلين في مجال الطب النفسي.. المحاضرة كانت عن مضادات الاكتئاب.. وكنت مبهورا.. أسلوب الرجل الهاديء البسيط..التلقائي.. وكمية المعلومات الهائلة التي تنساب ببساطة غير عادية.. الحق أن الرجل كان له أسلوبا مميزا لم أره سابقا يا صديقي.. *-*-* ربما كان هناك بعض الملاحظات..العدد القليل للحاضرين لم يكن موازيا أبدا لما يقوله الرجل.. وربما اسخدامه لوسيلة عتيقة مثل "البروجيكتور" في زمن يستخدم فيه الأطفال محاضرات الداتا شو.. وربما أسلوبه الهاديء وصوته الخفيض..

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..12

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. "تفاصيل يوم سعيد" 17 – 4 – 2015  -  2:15 ظهرا.. على باب الجنة..!! *-*-* أجد المفاجأة في انتظاري عند دفتر الحضور.. يخبرني أن لدي دورة تدريبية ما.. هكذا فجأة..يذهب إسمي إليه..ثم يخبرني بكل هذه البساطة.. بالتنسيق مع الوحدة التي أعمل بها..؟ لا أعلم.. المهم الآن أن لدي دورة تدريبية هنا –أخيرا- وليس لدي عمل بالعيادات.. بعنوان "مباديء الطب النفسي"..أو شيء من هذا القبيل.. من المفترض أن أذهب الآن إلى إدارة التدريب.. لا بأس ياصديقي.. لا بأس.. أعتقد أننا على الدرب الصحيح.. *-*-* إدارة التدريب تقع في الجانب الشرقي من المستشفى..مبنى مستطيل قبيح الشكل لو قورن بما جواره من أبنية.. حديث الإنشاء..فلم يأخذ شكل ونمط المباني المحيطة.. لم يصل أحد بعد.. تذكر أنني كنت في تلك الأيام السعيدة أصل في التاسعة إلا الربع صباحا..لذلك كنت أظل أتأمل في جمال الأشياء حتى أبدأ بالعمل.. هكذا أقف أمام البوابة..ممسكا بكوب الشاي الساخن..أنظر للقائمة التي تحوي الأسماء.. كنت سعيدا للغاية.. اسمي..أحمد صلاح الدين.. مسبوقا بلقب طبيب مقيم.. يا لل

مستشفى العباسية.العيادات الخارجية..11

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 14 – 4 – 2010  -  1:30 ظهرا.. مازلنا كما نحن إذا.. نفس العدد من الحالات..نفس النوعية من الحالات..نفس مواعيد الحالات.. لم يتغير الأمر كثيرا.. أحيانا تطرأب بعض الأشياء.. أن يستدعيني مدير العيادات لأمر ما..أو أن أذهب إليه أنا لأمر ما..لفهم شيء ما.. أحيانا تدخل إلي حالة جديدة –سيئة الحظ- المفترض أن أناظر حالتها وأكتب لها علاجا للطواريء لمدة 14 يوما قبل أن يعود بعد أسبوعين لمناظرة حالته من جديد.. "يوجد كمبيوتر في العيادة يحتفظون عليه بأرقام الحالات..يسخرجون به الملفات للمرضى القادمين لليوم.." أحيانا تدخل إلي بعض الفتيات من كلية التمريض..أو بعض طالبات كلية الآداب..يطلبن مني الحضور معي..وتعلم أي شيء.. مرة أخرى هناك من يرغب التعلم مني..!! لكن هذه تبعث على الثقة في النفس بقوة.. ثقة بلا حدود.. هذه مفارقة مأساوية يا صديقي.. *-*-* في نهاية اليوم..بعد خروج آخر مريض..ومقولة المريضة الرائعة: "كده خلاص يا دكتور.." أنهض من الكرسي.. أتمطى في إرهاق.. لكني أبتسم.. أقول لنفسي: يالها من أيام.. الحمد والشكر لك يارب..

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..11

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 10 – 4 -  2010  -  1:30 ظهرا.. أقول لنفسي أنه لابد من وجود حل ما.. هذه الرحلة المرهقة يوميا صارت عبئا على نفسي.. أتذكر أنني كنت أقوم برحلة شبيهة منذ عشر سنوات..حين كنت طالبا في كلية طب عين شمس.. كنت أستيقظ صباحا..أذهب للجامعة..ثم أعود مساء.. كنت حينها فتى عفيا.. لكنني الآن أصبحت شابا في منتصف العمر.. أنا كبرت يا صديقي.. لذلك عندما وصلت إلى المستشفى حين استلمت نيابتي..سألت مباشرة عن سكن الأطباء.. لسوء الحظ..كان هناك اصلاحات بالسكن..جعلتهم يفرغون جناحا بكامله..لكي يقوموا بتجديده..بينما يتجمع كل الأطباء بجناح آخر.. سألت النائب الإداري "هل كان د.وليد؟" عن إمكانية أن أكون في السكن في أقرب فرصة..أخبرني أنه سيكون أمامي بعض الوقت.. "فيما بعد..سأعرف أنه كان هناك بعض الغرف التي تحتوي على سريرين..وأنها مسكنة اسما فقط..ظللت عدة شهور أعاني لكي يستمتع البعض بسكن بمفرده.." اللعنة.. أنا لن أتحمل كثيرا هكذا.. *-*-* لذلك فكرت جديا أن أبحث عن سكن خارجي.. تذكرت المدينة الجامعية التابعة لعين شمس..وأنه في خلفيتها منطقة فقيرة..رب

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..10

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 7 – 4 – 2010  -  1:30 ظهرا.. في محاولات مستميتة للبقاء وسط الأحداث..!! *-*-* إرهاق ما بعده إرهاق.. هذا أسبوع مريع من العمل المستمر المتواصل.. أصحو في الخامسة صباحا..أستقل سيارة أجرة إلى المحطة..ثم أستقل السوبر جيت الذي ينطلق في السادسة صباحا..أو السادسة والربع..في الطريق الصحرواي للقاهرة.. أصل للمستشفى..أطلب كوب الشاي المعتاد من الكافيتيريا..ثم أدخل العيادة في وقت مبكر.. أحيانا أصل والعمال لا يزالون يقومون بمسح الأرضيات.. أجلس في غرفة الكشف أكتب أو أقرأ في كتاب أكسفورد أو أي كتاب آخر.. حتى يأتي موعد أول الكشوفات..التاسعة والنصف تقريبا.. حينها أدخل في دوامة لا أخرج منها حتى الواحدة أو الثانية ظهرا ربما.. أكون في غاية إرهاقي.. لكن لايزال أمامي مشوار العودة للمنزل.. وهو مشوار طويل يا صديقي.. *-*-* كان هناك في المنتصف يوم بلا عمل كثير.. وهو شيء أستغرب له.. الأسبوع كله عبارة عن عمل مستمر.. أدخل العيادة..تتكوم الدفاتر..يتدافع المرضى.. أكتب تذاكر الأدوية.. أكتب..وأكتب..وأكتب.. حتى يأتي الفرج آخر اليوم.. يوم السبت الفائت كان هو

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..9

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 1 – 4 – 2010  -  1:15 ظهرا.. حينما تدخل المنظومة الفاسدة..ستكون جزءا منها.. وسرعان ما سنجد نفسك مدافعا شرسا عنها.. وإلى آخر مدى ممكن.. *-*-* أنت تعرف النظام يا صديقي.. أنت تعرف النظام في كل المراكز الصحية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة.. نظام العمل الحكومي -الخيالي- يتعامل معك بصفتك موظف يجلس على مكتب بدءا من الساعة الثامنة صباحا –التاسعة والنصف في أحسن الأحوال- وحتى الساعة الثانية ظهرا –الواحدة تقريبا- ويطلب منك أن تنهي أكبر قدر ممكن من التذاكر..بملئها بتفاهات تتكوم لديك في المخازن الصيدلية..وذلك لمدة ستة أيام أسبوعيا.. يتجاهل هذا النظام انك لست من المفترض أن تخضع لنظام الكتبة هذا.. لذلك مستشفى العباسية لم تكن استثناء.. *-*-* أخبرني مدير العيادة حين أتيت أن العمل هنا سيكون أربعة أيام فقط..ويومين أقضيهما كيف أشاء.. يطلقون عليها: أيام  " " OFF .. هذه هي بداية الحكاية التي لا نهاية لها.. بداية من بدايات المنظومة الفاسدة..التي ستجذبك إليها رويدا رويدا.. وعبر بدايات أخرى عديدة.. يومي الـ OFF  هذين سيصبحان علامة من علا

اعتذار واجب..

نظرا لانتدابي للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان للعمل كمدير لإدارة الإعلام والعلاقات العامة..ونظرا لانشغالي بأعمال عديدة في الآونة الأخيرة..فقد أهملت مدونتي العزيزة بعض الشيء.. حتى أنني توقفت عن تدوين الجديد من يومياتي.. سأعود الآن لاستكمال ما بدأت من تدوين.. أرجو المعذرة..

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..8

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 30 – 3 – 2013 -  1:00 ظهرا.. أجلس في الحديقة أمام مبنى العيادات.. أرمق الغادين والرائحين كالعادة.. لا أدري ما يحدث لي هذه الأيام.. إرهاق مستمر..وتغيب عن العمل..وتأخير.. أسبوع مضطرب حقا.. ربما هو الإرهاق المستمر من السفر صباحا في وقت مبكر..والعودة آخر اليوم.. وربما هو إحباط مبكر للغاية.. من نظام فاشل تورطت فيه.. أحاول أن أتملص منه فأجد نفسي في براثنه أكثر وأكثر.. نهاية الشهر الأول لي هنا..شهر لم يكتمل فعليا..لكنني أحسبه شهرا كاملا.. لا سبيل قطعا لتقييم الأمر الآن.. لكنها في النهاية مشاعر لا قبل لي بمواجهتها.. *-*-* أفكر في حنق..كم أن هذا مضيعة للوقت.. المفترض أننا لا نبني العجلة من جديد.. المفترض أن أبدأ من حيث انتهى الآخرون.. لكن لا شيء من هذا يحدث هنا.. أنا وحيد تماما في هذا الوضع المزري.. يجب أن أفكر في سبيل آخر للخروج من هذه الوضع..

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..7

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 25 – 3 – 2010  -  12:00 ظهرا.. فرصة للجادين فقط.. تعلم الطب النفسي بدون معلم.. شهادة خبرة..وتصبح بعده معلما حكيما بشؤون الحياة.. في أقل من أسبوع..!! *-*-* ثم أجد نفسي في ورطة حقيقية.. أجلس في العيادة ألقي من علمي الغزير ومعرفتي الكبرى للبؤساء القادمين للبحث عن الحل السحري لآلامهم.. أحيانا يأتي بعض البؤساء من نوع آخر.. طلبة علم..في مرحلة الامتياز..من كليات التمريض..أو مرحلة العملي..من كليات الآداب والخدمة الاجتماعية.. هذا غير الأطباء الأصغر سنا.. اليوم..أجد من يطلب مني بأدب بالغ أن ينضم إلينا –أنا والمرضى- ليتعلم.. أبتسم في نفسي بسخرية.. مالذي أعرفه أنا عن أي شيء حتى أقوم بتعليمهم إياه..؟! هل أعلمهم كيفية تكرار العلاج في 28 يوما..؟! هل أعلمهم كيفية كتابة الروشتة الثلاثية الرائعة لعلاج مرضى الصرع..؟! هل أعلمهم كيف يكتبون العلاج الموجود فحسب..؟! كل مافتح الله علي به هو إجابتهم عن بعض الأعراض التي يسألون عنها.. مرة أخرى لم أكن ألجأ لقول أي شيء لا أعرفه.. هذه طريقة ممتازة للخروج من مآزق مشابهة.. حين سألت في السنة الولى من كلية الط

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..6

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 24  - 3 – 2010  -  1:00 ظهرا.. اليوم هو الأربعاء.. أستأذن في الذهاب لمحاضرة اليوم العلمي للزمالة المصرية.. هي دوما تكون يوم الأربعاء.. لذلك يا صديقي تجدني أشد الرحال إلى مركز التدريب بالزمالة المصرية.."كتبتها هكذا..وفي الحقيقة لا يوجد شيء كهذا..هي إدارة التدريب وليس أكثر أو أقل.." يبدو أنني سأجد طريقي هناك.. *-*-* أخيرا..ألتقي المسؤول عن الزمالة المصرية هنا.. طبيبة لطيفة هي.."هل كانت د.عزة..؟" تحدثت معها بعض الوقت قبل أن يحضر أي أحد آخر.. كانت قناعاتي كالتالي: التسجيل في الدراسات العليا في أي جامعة..عين شمس ثم القاهرة تحديدا..لأحصل على الماجستير..سيكون هذا سلاحا مهما في يدي فيما بعد لأواجه به من يتشدقون ضدنا بالتمييز المقزز بين أطباء الصحة والجامعة.. حصولي على الماجستير..سيعفيني كذلك من سنتين دراسيتين في الزمالة..وسأنهيها سريعا.. بعد حصولي على شهادتين..سيكون الطريق للترقيات مفتوحا..وفي الأمانة العامة للصحة النفسية..سيكون الطريق ممهدا.. لماذا فكرت بهذا الشكل..؟ عندما كنت في جحيم التكليف..كنت أود أن أهرب منه بأ

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..5

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 23 – 3 – 2010  -  11:30 صباحا.. وسيسجل التاريخ أن هذه هي الفترة الأسرع التي تم فيها التشطيب عليك في دفتر الحضور منذ يوم حضورك في مكان ما.. بعد خمسة أيام فحسب من الاستلام.. كان هذا نتاج عملية استيقاظ متأخرة..ثم الركض سريعا للحاق بوسيلة مواصلات ما.. لكن في النهاية لم يكن هناك فائدة.. هناك علامة اكس كبيرة في دفترك الآن يا فتى.. *-*-* أدخل للعيادة.. لا بأس يا صديقي..أنا قد جئت كل هذا الطريق في النهاية.. على الأقل حتى لا أعود خاوي الوفاض.. سأدخل لأجلس بجوار أحدهم حتى..ربما ألتقط كلمة ما..خبرة ما..معلومة ما..أو حتى صداقة ما.. لكن العيادة مزدحمة عن آخرها..أطباء وتمريض وعاملون بالمكان ومرضى وأهلهم.. هل جئت في وقت الذروة..؟ سبحانك يارب..!! من أين أتى كل هؤلاء..؟! وأين كانوا بالأمس..؟! لا بأس.. لا مكان لنا هنا اليوم يا صديقي.. لنأخذ نزهة قصيرة.. *-*-* أمشي بداخل المستشفى وأتطلع للحدائق.. أفكر أن أذهب لصديقي بأقسام الرجال المطورة.. الفتى كان أكثر حظا مني..وذهب للأقسام العامة.. صحيح أنه حمل مسؤولية قسم بأكمله..لكن الأمر يختلف في ال

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..4

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 22 – 3 – 2010  -  12:00 ظهرا.. لا جديد.. أدخل للعيادة في وقت مبكر..أخذت أوتوبيس شركة شرق الدلتا في موعد مبكر للغاية.. تحرك في تمام الساعة السادسة..ولأصل للمستشفى في السابعة والنصف صباحا.. أجلس على المقاعد الخارجية إلى أن يفتح باب العيادة.. ارتشف من كوب الشاي البلاستيكي.. وأتطلع في شغف بالغ إلى الحدائق المنتشرة في المستشفى.. *-*-* يتكرر موقف الأمس مرة أخرى.. لكن مدير العيادة هو من يخبرني بأنه علي أن أكون وحيدا.. تطور ملحوظ الحقيقة.. لا بأس.. *-*-* أكوام من الملفات تتكوم أمامي.. أحاول القراءة بتأن..تستعجلني الممرضة بجواري..معذورة..هي ترى تراكم المرضى بالخارج..واستعجالهم.. أحاول أن أفهم..لكن لا سبيل للفهم.. لماذا لا يقومون بتعيين موظف ككاتب هنا.."الله يمسيه بالخير كاتب الوحدة.."..وما على الطبيب إلا أن يأتي للتوقيع فقط..؟ أو حتى لا حاجة للأطباء من الأساس طالما الأمر مسابقة في موضوع "من يستطيع أن يملأ أكبر عدد من الروشتات الطبية هنا..؟" لا وقت..لا وقت يا صديقي.. املأ الأوراق التي أمامك..وقع.. المرضى البؤساء

مستشف العباسية..العيادات الخارجية..3

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 21 – 3 – 2010  -  12:30.. حين دخلت من الباب صباحا..كان كل شيء يبشر بيوم عادي تماما.. سأدخل وأجلس بجوار طبيب آخر..أسمع منه وألتقط منه بعض الخبرة..وربما بعض المعلومات القيمة.. أمسك في يدي كتاب الطب النفسي الذي كنت اشتريته سابقا أيام عملي بتلك المستشفى في الزقازيق.. أسلي نفسي بالقراءة في الطريق الذي يأخذ ساعة ونصف تقريبا في الصباح..ومثلها في الرجعة للمنزل.. أحيانا يكون معي كتاب آخر..مجلة العربي الكويتية مثلا..أو رواية أخرى.. لا بأس.. ها أنذا أدخل مثل طبيب شاب وسيم في طريقه لإنقاذ البشرية المعذبة.. أنا قادم..! *-*-* في الطرقة الضيقة أمام غرفة حفظ الملفات..يوقفني رئيس التمريض..يسلم علي بحرارة.. ثم يقول لي سريعا أنه لا يوجد اطباء كافين لهذا اليوم..وعدد الحالات التي قطعت تذاكر الكشف في ازدياد.. لذلك سأجلس في غرفة لوحدي.. لم يعطني الرجل الفرصة لأفهم أو أستوعب.. كنت أسير أسمع الكلمات..ثم وجدت نفسي أمام المكتب..!! للحظات..أحاول أن أستوعب الموقف مرة أخرى.. هذا وضع صعب.. بالتأكيد وضع صعب.. ثم رئيس التمريض هو الذي يخبرني بذلك..؟ لماذا..؟

مستشفى العباسية..العيادت الخارجية..2

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 20 – 3 – 2010  -  11:00 صباحا.. لكن أسوأ ما في الأمر.. أنني أضطر إلى الاستيقاظ مبكرا..!! *-*-* أتحرك في وقت مبكر من بيتي بالزقازيق..إلى حيث المستشفى بالقاهرة.. أصل تقريبا في حدود الساعة التاسعة.. أتوقف لآخذ كوب الشاي في الجزء الخارجي من العيادة..ثم أدخل.. يوم جديد.. يقابلني عند البوابة الداخلية رئيس تمريض العيادات الخارجية..يدخلني لطبيب كبيرالسن..هو ذاته الطبيب الذي رآني المرة السابقة.. كبير الأطباء..ومدير العيادة الخارجية..د.محمد فرغلي.. أجلس على كرسي بجواره..ليبدأ بعد قليل دخول المرضى البؤساء.. *-*-* أحاول الربط بين كل الكلمات التي تقال..وبين ما في ذهني.. الكلمات صعبة..وكبيرة للغاية على ذهني.. أحاول جاهدا اللحاق بما يقال..لكن هناك شيء صعب.. أذكرك يا صديقي العزيز أننا لم نأخذ في الكلية أيا من هذا..إلا بصورة مبسطة للغاية.. وفي سنة الامتياز..أعتقد أنك تذكر ما كتبت.. لا بأس.. لنعد لما يقال.. *-*-* هناك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأجر المضاعف لمن يقرأ القرآن ويتعتع فيه.. أنا آخذ الأجر المضاعف الآن.. الحقيقة أن

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..1

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 18 – 3 – 2010  -  1:10 ظهرا.. أدخل من البوابة الداخلية للمستشفى.. في تمام الساعة العاشرة صباحا.. أمام العيادات..أنتظر على دكة خشبية أرتشف من كوب الشاي في يدي.. أبحث بعيني عن السيدة مديرة العيادات..لم تأت بعد.. أنتظر قليلا بعض الشيء.. ثم أتخذ قرارا بأن أذهب إليها في مكتبها.. ربما أخطأت الفهم..ربما كانت تقصد أنني يجب أن أقابلها في المكتب لا هنا.. *-*-* الطريق الطويل إلى هناك كان بلا فائدة.. لم أجدها هناك.. عدت للعيادة..فكانت تقف هناك مع أحدهم.. رحبت بي مرة أخرى..ثم اصطحبتني للداخل إلى واحدة من الغرف التي يجري فيها الكشف.. عرفتني بالطبيب بالداخل..ثم ذهبت.. الغرفة ليست متسعة ولا ضيقة..هناك مروحة بالسقف..هناك ذلك اللون الأقرب للأخضر الفاتح.. هناك مكتب خشبي متوسط..وخلفه كرسي بلاستيك يجلس عليه الطبيب.. وعدة كراسي أخرى متناثرة.. جلست بجواره كطالب مجتهد..بضع كلمات ترحيب وتعارف.. "الحق أنني لم أعد أذكر اسمه الآن..سقط من ذاكرتي..فلم يمثل لي أهمية لأذكره هنا.." ثم دخلت بضع حالات مختلفة.. لم يختلف الأمر كثيرا عن أيام الامتياز

مستشفى العباسية..البداية..2

القاهرة.. مستشفى العباسية..مكتب مدير العيادات الخارجية.. 17 – 3 – 2010  -  2:00 ظهرا.. في نهاية اليوم..أنهيت كل التوقيعات والأوراق المطلوبة.. أصبحت رسميا طبيبا مقيما للطب النفسي بمستشفى العباسية.. ذهبت إلى حيث أخبروني في النهاية..مكتب مدير إدارة التدريب..د.نهلة.. بعد قليل من الكلمات..قامت الطبيبة بتوزيعي على العيادات الخارجية.. لم تكن خبرتي بالطب النفسي تتعدى بعض أسابيع قضيتها في مستشفى خاص بائسة في الزقازيق.. مكان مثير للشفقة والاشمئزاز..لم يتعدى كونه مورد رزق آخر..لم أخرج من هذه الفترة إلا بمعلومات قليلة للغاية..وببضع دروس مستفادة في تعامل سوقي مع المرضى.. تلك كانت الأيام الوحيدة التي عملت بها بمكان خاص..فيما عدا يوم استثنائي آخر وسط أيام الامتياز.. لا بأس..العيادات الخارجية مكان لا بأس به.. "سأعرف فيما بعد أنها الطبقة الأسوأ من الجحيم هنا..وأن هناك عجزا..فتم وضعي هناك..لا بأس.." أريد أن أرى المرضى عن قرب..أريد التفاعل مع حالاتهم التي تستدعي التدخل الطبي..ولا تستدعي الحجز بالمستشفى.أريد أن أرى الواقع المرير..أريد أن أتعلم كيف أتعامل مع مرضى آخرين غير من كنت أرا

مستشفى العباسية..البداية..1

مستشفى العباسية.. وسط المستشفى.. 17 – 3 – 2010  -  10:30 صباحا.. ربما لن أذكر تاريخ مولدي..مثل تاريخ هذا اليوم.. الخطوات الأولى الحقيقية لي على أرض مستشفى العباسية للصحة النفسية.. أحمل في حقيبتي ورقة استلام النيابة.. وأحمل في يدي زجاجة ماء.. وأحمل في قلبي سعادة لا توصف.. *-*-* أعبر البوابة الحديدية..بعد ما مررت بحديقة جانبية منمقة.. أرمق اسم المستشفى الذي كتب على لوحة رخامية بخط الرقعة.. أمشي عبر شارع طويل.. على جانبي هناك جدار مرتفع..ذو لون أقرب للأخضر الفاتح..درجة غريبة جدا..أتعجب منها.. هناك تلك النقوش الجدارية البارزة..ذات لون الأبيض.. قبل أن آتي للمستشفى كنت أعتقد كما كثيرين أن مستشفى الخانكة هي مستشفى العباسية.. لذلك جلست طويلا إلى الكمبيوتر لأستخرج كل المعلومات الممكنة عن المستشفى..وحينها أدركت الحقيقة أنهما غير بعضهما البعض.. كان هناك موقع صغير بدائي للأمانة العامة للصحة النفسية..فيه بعض المعلومات عن كلا المستشفيتن.. التهمتها كلها.. لذلك قبل أن آتي لهنا كنت قد أدركت بعض الحقائق.. لكنها لم تكن أبدا الحقائق كاملة.. *-*-* أرمق تلك البروزات الجبسية البيضاء.

بدايات جديدة..

في المرحلة القادمة..سأبدأ بكتابة يومياتي أثناء فترة نيابتي في مستشفى العباسية للصحة النفسية..التي استلمت العمل بها بدءاً من تاريخ 17 مارس 2010..وحتى الآن..بالرغم من انتدابي للعمل بالأمانة العامة للصحة النفسية مؤقتا..قائماً بالعمل كمدير لإدارة الاعلام.. تختلف هذه الفترة أنها الأطول..وأنها لم تنته بعد.. فسيسبب هذا في الكثير من المشاكل ربما.. الآن وأنا أعيد قراءة هذه اليوميات المكتوبة..أجد نفسي مرغما على مراجعتها..إذ أنها تحتوي الكثير من وجهات النظر الني تحتمل الخطأ..وقد وضعت تصحيحها بقدر الإمكان بين قوسين..هذا ينطبق على المعلومات الواردة التي ثبت عدم دقتها.. أما الأشخاص الذين سأذكرهم بالإسم..والذين أتواجه أنا وهم ربما يوميا.. لهؤلاء ولغيرهم من قارئي هذه الكلمات، أقول أن هذه انطباعات وآراء في فترة معينة..ربما تغيرت..وأتى بديلا عنها آراء أخرى.. وربما ظلت كما هي ثابتة لا تتزحزح.. هذا ربما من حظهم السيء أو الحسن.. أيا كان.. في النهاية أنا لا أملك الحقيقة المطلقة.. هذه الأحداث أرويها كما عشتها واستقبلتها في تلك الآونة.. فعذرا لو خانتني الذاكرة.. سيكون هذا مخرجا جيدا جدا في الكثير من الأحيان.

نهايات سعيدة..

صورة
الزقازيق.. مديرية الصحة.. 16 – 3- 2010 أدخل لمكتب مختلف في المديرية.. بعيدا عن الرعاية الأساسية وأي شيء لعين من طرفها.. مكتب في الطابق الرابع.. أقدم خطابات الإخلاء للسيدة الموظفة.. وأمهر عدة أوراق بتوقيعي.. وقع هنا..أنك أخليت مسؤوليتك..حاضر.. وقع هنا..أنك تتحمل كافة مسؤولياتك الجديدة..حاضر.. وقع هنا أيضا..لماذا..لا شيء..فقط لكي أستمتع بوقوفك أمامي.. ثم لا تنس أن تذهب وتصور هذه عدة ورقات.. لماذا وقد أنهيت كل شيء فيما يبدو.. للقادم بعدك يادكتور.. وابتسامة لزجة.. لا بأس..حاضر.. وقعها من مدام فلانة..حاضر.. أنزل وأصعد مرة أخرى.. وقعها أيضا من الأستاذ فلان.. أصعد وأنزل مرة أخرى.. هل هناك شيء آخر..؟ تدقق السيدة النظر في الخطاب..ثم تطلق تنهيدة.. تقول لي بابتسامة أخيرة: خلاص كده يا دكتور.. ألف مبروك.. *-*-* أتسلم أخيرا خطاب النيابة.. موجه للأمانة العامة للصحة النفسية في القاهرة.. أعلم ذلك لأنني ذهبت مع صديقي منذ عدة أيام عند استلام نيابته في ذات المكان.. الأمانة العامة للصحة النفسية التي ستصبح قدرا لي فيما بعد.. على أي حال.. أهلا وسهلا بك يا صديقي العزيز في