المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٥

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..13

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. "تفاصيل يوم سعيد" 20 – 4 – 2015  -  1:15 ظهرا.. اليوم هو الثاني في الدورة التدريبية.. المحاضرة الأولى..دخلت متأخرا بعض الشيء..ممسكا بكوب من الشاي البلاستيكي.. لأجد هناك أمام السبورة رجلا سبعينيا في بذلة كلاسيكية.. شعرت بحرج بالغ..ووضعت الكوب من يدي.. لكنه اتقبلني بابتسامة بسيطة..ودعاني للدخول.. قصير القامة قليلا..وذو شعر أبيض ناصع.. كان د.محمد فخر الاسلام.. *-*-* الدكتور محمد فخر الاسلام هو أستاذ الطب لنفسي المتفرغ بجامعة القاهرة.. اسمه له رنين خاص للغاية مع المشتغلين في مجال الطب النفسي.. المحاضرة كانت عن مضادات الاكتئاب.. وكنت مبهورا.. أسلوب الرجل الهاديء البسيط..التلقائي.. وكمية المعلومات الهائلة التي تنساب ببساطة غير عادية.. الحق أن الرجل كان له أسلوبا مميزا لم أره سابقا يا صديقي.. *-*-* ربما كان هناك بعض الملاحظات..العدد القليل للحاضرين لم يكن موازيا أبدا لما يقوله الرجل.. وربما اسخدامه لوسيلة عتيقة مثل "البروجيكتور" في زمن يستخدم فيه الأطفال محاضرات الداتا شو.. وربما أسلوبه الهاديء وصوته الخفيض..

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..12

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. "تفاصيل يوم سعيد" 17 – 4 – 2015  -  2:15 ظهرا.. على باب الجنة..!! *-*-* أجد المفاجأة في انتظاري عند دفتر الحضور.. يخبرني أن لدي دورة تدريبية ما.. هكذا فجأة..يذهب إسمي إليه..ثم يخبرني بكل هذه البساطة.. بالتنسيق مع الوحدة التي أعمل بها..؟ لا أعلم.. المهم الآن أن لدي دورة تدريبية هنا –أخيرا- وليس لدي عمل بالعيادات.. بعنوان "مباديء الطب النفسي"..أو شيء من هذا القبيل.. من المفترض أن أذهب الآن إلى إدارة التدريب.. لا بأس ياصديقي.. لا بأس.. أعتقد أننا على الدرب الصحيح.. *-*-* إدارة التدريب تقع في الجانب الشرقي من المستشفى..مبنى مستطيل قبيح الشكل لو قورن بما جواره من أبنية.. حديث الإنشاء..فلم يأخذ شكل ونمط المباني المحيطة.. لم يصل أحد بعد.. تذكر أنني كنت في تلك الأيام السعيدة أصل في التاسعة إلا الربع صباحا..لذلك كنت أظل أتأمل في جمال الأشياء حتى أبدأ بالعمل.. هكذا أقف أمام البوابة..ممسكا بكوب الشاي الساخن..أنظر للقائمة التي تحوي الأسماء.. كنت سعيدا للغاية.. اسمي..أحمد صلاح الدين.. مسبوقا بلقب طبيب مقيم.. يا لل

مستشفى العباسية.العيادات الخارجية..11

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 14 – 4 – 2010  -  1:30 ظهرا.. مازلنا كما نحن إذا.. نفس العدد من الحالات..نفس النوعية من الحالات..نفس مواعيد الحالات.. لم يتغير الأمر كثيرا.. أحيانا تطرأب بعض الأشياء.. أن يستدعيني مدير العيادات لأمر ما..أو أن أذهب إليه أنا لأمر ما..لفهم شيء ما.. أحيانا تدخل إلي حالة جديدة –سيئة الحظ- المفترض أن أناظر حالتها وأكتب لها علاجا للطواريء لمدة 14 يوما قبل أن يعود بعد أسبوعين لمناظرة حالته من جديد.. "يوجد كمبيوتر في العيادة يحتفظون عليه بأرقام الحالات..يسخرجون به الملفات للمرضى القادمين لليوم.." أحيانا تدخل إلي بعض الفتيات من كلية التمريض..أو بعض طالبات كلية الآداب..يطلبن مني الحضور معي..وتعلم أي شيء.. مرة أخرى هناك من يرغب التعلم مني..!! لكن هذه تبعث على الثقة في النفس بقوة.. ثقة بلا حدود.. هذه مفارقة مأساوية يا صديقي.. *-*-* في نهاية اليوم..بعد خروج آخر مريض..ومقولة المريضة الرائعة: "كده خلاص يا دكتور.." أنهض من الكرسي.. أتمطى في إرهاق.. لكني أبتسم.. أقول لنفسي: يالها من أيام.. الحمد والشكر لك يارب..

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..11

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 10 – 4 -  2010  -  1:30 ظهرا.. أقول لنفسي أنه لابد من وجود حل ما.. هذه الرحلة المرهقة يوميا صارت عبئا على نفسي.. أتذكر أنني كنت أقوم برحلة شبيهة منذ عشر سنوات..حين كنت طالبا في كلية طب عين شمس.. كنت أستيقظ صباحا..أذهب للجامعة..ثم أعود مساء.. كنت حينها فتى عفيا.. لكنني الآن أصبحت شابا في منتصف العمر.. أنا كبرت يا صديقي.. لذلك عندما وصلت إلى المستشفى حين استلمت نيابتي..سألت مباشرة عن سكن الأطباء.. لسوء الحظ..كان هناك اصلاحات بالسكن..جعلتهم يفرغون جناحا بكامله..لكي يقوموا بتجديده..بينما يتجمع كل الأطباء بجناح آخر.. سألت النائب الإداري "هل كان د.وليد؟" عن إمكانية أن أكون في السكن في أقرب فرصة..أخبرني أنه سيكون أمامي بعض الوقت.. "فيما بعد..سأعرف أنه كان هناك بعض الغرف التي تحتوي على سريرين..وأنها مسكنة اسما فقط..ظللت عدة شهور أعاني لكي يستمتع البعض بسكن بمفرده.." اللعنة.. أنا لن أتحمل كثيرا هكذا.. *-*-* لذلك فكرت جديا أن أبحث عن سكن خارجي.. تذكرت المدينة الجامعية التابعة لعين شمس..وأنه في خلفيتها منطقة فقيرة..رب

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..10

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 7 – 4 – 2010  -  1:30 ظهرا.. في محاولات مستميتة للبقاء وسط الأحداث..!! *-*-* إرهاق ما بعده إرهاق.. هذا أسبوع مريع من العمل المستمر المتواصل.. أصحو في الخامسة صباحا..أستقل سيارة أجرة إلى المحطة..ثم أستقل السوبر جيت الذي ينطلق في السادسة صباحا..أو السادسة والربع..في الطريق الصحرواي للقاهرة.. أصل للمستشفى..أطلب كوب الشاي المعتاد من الكافيتيريا..ثم أدخل العيادة في وقت مبكر.. أحيانا أصل والعمال لا يزالون يقومون بمسح الأرضيات.. أجلس في غرفة الكشف أكتب أو أقرأ في كتاب أكسفورد أو أي كتاب آخر.. حتى يأتي موعد أول الكشوفات..التاسعة والنصف تقريبا.. حينها أدخل في دوامة لا أخرج منها حتى الواحدة أو الثانية ظهرا ربما.. أكون في غاية إرهاقي.. لكن لايزال أمامي مشوار العودة للمنزل.. وهو مشوار طويل يا صديقي.. *-*-* كان هناك في المنتصف يوم بلا عمل كثير.. وهو شيء أستغرب له.. الأسبوع كله عبارة عن عمل مستمر.. أدخل العيادة..تتكوم الدفاتر..يتدافع المرضى.. أكتب تذاكر الأدوية.. أكتب..وأكتب..وأكتب.. حتى يأتي الفرج آخر اليوم.. يوم السبت الفائت كان هو

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..9

مستشفى العباسية.. العيادات الخارجية.. 1 – 4 – 2010  -  1:15 ظهرا.. حينما تدخل المنظومة الفاسدة..ستكون جزءا منها.. وسرعان ما سنجد نفسك مدافعا شرسا عنها.. وإلى آخر مدى ممكن.. *-*-* أنت تعرف النظام يا صديقي.. أنت تعرف النظام في كل المراكز الصحية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة.. نظام العمل الحكومي -الخيالي- يتعامل معك بصفتك موظف يجلس على مكتب بدءا من الساعة الثامنة صباحا –التاسعة والنصف في أحسن الأحوال- وحتى الساعة الثانية ظهرا –الواحدة تقريبا- ويطلب منك أن تنهي أكبر قدر ممكن من التذاكر..بملئها بتفاهات تتكوم لديك في المخازن الصيدلية..وذلك لمدة ستة أيام أسبوعيا.. يتجاهل هذا النظام انك لست من المفترض أن تخضع لنظام الكتبة هذا.. لذلك مستشفى العباسية لم تكن استثناء.. *-*-* أخبرني مدير العيادة حين أتيت أن العمل هنا سيكون أربعة أيام فقط..ويومين أقضيهما كيف أشاء.. يطلقون عليها: أيام  " " OFF .. هذه هي بداية الحكاية التي لا نهاية لها.. بداية من بدايات المنظومة الفاسدة..التي ستجذبك إليها رويدا رويدا.. وعبر بدايات أخرى عديدة.. يومي الـ OFF  هذين سيصبحان علامة من علا