المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٤

مشتول السوق..وحدة الصحافة..15

مشتول السوق.. وحدة الصحافة.. 12 – 12 – 2009  -  11:30 صباحا.. أجلس مستمتعا بالفراغ هنا.. العيادة –مقري- تقع بالطابق الثاني في هذاالمبنى نصف المتهم.. غرفة واسعة ملحق بها شرفة واسعة نسيا.. الحقيقة أن هذا كان سكن طبيب الوحدة..ويقابله في الواجهة سكن التمريض..وهذا يخبرك ياصديقي عن مدى البذخ الذي كان كان عليه النظام.. السكنان ملحقان بالوحدة الصحية..أو الحقيقة المستشفى التكاملي..التي هي عبارة عن مستشفى صغير تقدم الاسعافات الأولية وبعض العمليات الجراحية البسيطة بالاضافة لخدمة العيادات..والتي أغلقت بعد أن أصبحت آيلة للسقوط..وانفجرت مياه الصرف الصحي في أرضيتها..وأصبحت هنا..وتحولت إلى وحدة صحية بائسة.. أجلس في الشرفة..على كرسي أجلبه من الداخل..أستحضر من كان يجلسون هنا قبلي.. لابد أنه كان طبيبا شابا هو الآخر..مليء بالحياة..وبالتأكيد لم تكن هذه هي حال الوحدة.. أجلس..أنظر للأفق..للحقول الخضراء المرهقة..أحاول أن أتحاشى المباني القبيحة بالطوب الأحمر..أتنسم النسيم البارد.. حين أشعر ببعض البرد أدلف للداخل.. أجلس للمكتب..أمدد ساقي في جلستي المفضلة عليه..وأحدق في السقف المتهدل من فوقي..أو في

مشتول السوق..وحدة الصحافة..14

مشتول السوق.. وحدة الصحافة.. 10 – 12 – 2009  -  9:30 صباحا.. بمعجزة ما..أصل للوحدة مبكرا.. ولأن هذا حدث قلما يتكرر كما اقتران كوكب المشترى في مدار كوكب أورانوس..فقد وجدت أنه وجب علي الاحتفال..وتقديم القرابين لآلهة العبث الحالسين هنا بلا عمل حقيقي من أي نوع.. وطبعا التحية للشيطان الوغد الذي لم يأت حتى الآن.. هالالويا.. *-*-* أنا في بيئة معادية.. بيئة معادية لي تماما.. كنت أفكر كيف أن المريض النفسي المصاب بضلالات اضطهادية سيفكر مقتنعا أن الكل يكرهه..الكل يود إيذاءه..الكل يسبه ويحتقره ويهينه.. لا..ليس الأمر هكذا.. البيئة المعادية هي لأفكاري..لطوحي..لأهدافي..لمعتقداتي..لمبادئي.. الكل يعمل هنا بطريقة بيروقراطية عفنة..تفوح منها رائحة الخواء والجهل وانعدام الضمير والترهل والقذارة.. المكان يفرض ذاته على الأشخاص والعكس.. حتى الآن لا أستطيع التأقلم معها بأي حال من الأحوال..وأحمد الله على ذلك.. ولم يمكنني حتى اصلاحها بأي حال من الأحوال..أو المحاولة حتى.. صعقت..فالأمر يتخطاني بكثير..وحين أتيت لهنا..اتضح لي الأمر أكثر.. جل ما استطعت فعله أن أنأى بنفسي عن هؤلاء..وعن المكان.. أ

مشتول السوق..وحدة الصحافة..13

مشتول السوق.. وحدة الصحافة.. 5 – 12 – 2009  -  12:00 ظهرا.. يتلاعبون بي.. أدرك ذلك جيدا..ولست بحاجة لأدلة أو براهين.. عشرات الأوراق التي تأتيني في اليوم..ويطلب مني التوقيع.. خط سير غامض..لمكان أكثر غموضا..يذهب إليه بشكل غامض..ولا يعود.. لا بأس..وقع..هنا..نعم..هنا بالضبط.. شهادات مواليد.. أطفال جديدة تضاف لقائمة البؤس.. وقع.. شهادات وفيات.. أناس لم أرهم..ولم أسمع عنهم..ولا أعرف إن كانوا توفوا فعلا أم لا.. هلم..وقع.. تقارير سرية.. لموظفين لم أقابلهم يوما..ربما لأنني لا آتي لهنا كثيرا..نعم..ربما لأنني وغد.. وكلها بصدفة قدرية بحتة: امتياز.. تبا..وقع.. طلبات صرف أدوية..تلك التي حاولت حصرها يوما..وانتظرت لليوم الثاني حتى تأتي الممرضة وتقوم بفتح الصيدلية لأنها "عهدة"..وكتبت لها تاريخ الانتهاء.. طلبات صرف أدوية جديدة..غير تلك المركونة هناك.. نعم..نعم..وقع.. اللعنة..أنا في وسط نظام فاسد تماما لاقبل لي بمواجهته.. يجب على أن أتماهى معه..أو على الأقل أنسحب إلى جانب ما..وأحاول ألا يصل إلي ذلك الرذاذ القذر.. لكنهم مصممون على أن نكون شركاء.. منذ بداية ذلك القابع

مشتول السوق..وحدة الصحافة..12

مشتول السوق.. وحدة الصحافة.. 24 – 11 – 2009  -  1:30 ظهرا.. تتصل بي الزميلة الطبيبة تبلغني بأن لديها مرتبي عن هذا الشهر.. اليوم كان الأخير قبل أجازة العيد.. تأمل معي الموقف ياصديقي العزيز.. وأنت أيها الشيطان الصغير البائس.. أنا تغيبت مايقرب من إحدى عشر يوما.. وهناك كذلك خمس أيام هي أجازة العيد الرسمية..دعك من أيام الجمع.. أي أنني لم آت هنا فعليا إلا أقل من خمسة عشر يوما.. ثم ماذا أفعل هنا..؟ لا شيء.. لو شئت الحق..أنا لا أستحق هذا الراتب.. صحيح أنه لايساوي شيئا..لكن في النهاية..هو مماثل تماما لما أفعله هنا.. لا شيء.. بصقة كبيرة..يمسحها منديل قذر.. *-*-* تماما مثل كل شيء في حياتي في هذه اللحظة.. كل حركة..كل خطوة..كل مجهود..لا شيء.. عبث.. وحياة عدمية لأقصى حد ممكن.. الشيء الوحيد الذي يبدو ذو قيمة..هو عمري الذي ينقضي بلا أي مبرر..سوى أوامر الحكومة الذكية.. أي حماقة..!! رحمتك يا رب.. رحمتك يا رب..

مشتول السوق..وحدة الصحافة..11

مشتول السوق.. وحدة الصحافة.. 15 – 11 – 2009  -  12:00 ظهرا.. أحد عشر يوما غائبا عن الحضور.. لا بأس.. هذه أرقام هينة..مستواي يتحسن يوما بعد يوم حتما.. بدأنا بيوم..ثم اثنين..ثم أكثر فأكثر.. ها أنت ذا..أصبحت موظفا مثالي.. ربما لست بهذه المثالية بعد.. لكنك في الطريق.. حتما في الطريق.. *-*-* ربما اليوم يستحق احتفالا بسيطا.. ذهبت للإدارة بحثا عن الحقيقة حول نقلي النهائي هنا..أو لمكتب الصحة.. طبعا كلاهما عذاب..وإن كانا مختلفين بعد الشيء.. أنا أشعر أنني أموت فعليا هنا.. لا شيء سوى فترات متقطعة من الاحباط..وانهيار مستمر.. أقرر أنني بحاجة لأجازة طويلة.. هذا الأمر لم يعد يجدي بعد الآن.. فقط..بعد أن أقدم في حركة النيابات القادمة..المخرج الوحيد لي من هذا الجحيم.. لا أجد السيد المدير..وأجد نائبه الوغد الذي أصدر أمر نقلي لذلك المنفى.. ذلك الأسمر القصير صاحب الشارب المضحك..أتذكره..؟ حاولت أن أشرح له ببراءة متخيلة أقرب للخيال- ما أشعر به..لكن استعصى علي ذلك.. وكأنني أحدثه بلغة أخرى.. وكأنني أحدثهم بلغة أخرى..لا يفهمونها.. أدرك أنني ضعيف للغاية في مسألة التواصل الاجتماعي

مشتول السوق..وحدة الصحافة..10

مشتول السوق.. وحدة الصحافة.. ماتبقى من ذكريات أيام الحملة..أيام متفرقة تمتد مابين 2 – 11 – 2009 إلى 10 – 11 – 2009.. اليوم التاسع للحملة..12:00 ظهرا.. لاشيء جديد.. انا في طريقي للمنزل.. نحن ننهي الأعمال..ولاشيء جديد.. لم يتبق الكثير.. هناك من يتحدث أننا على وشك انهاء تطعيم الأطفال التابعين لمحيط الوحدة الصحية.. وإن كنت أشك في ذلك.. ما أراه هنا هو شيء أقرب لملئ الخانات لا أكثر.. ولا أقل.. *-*-* اليوم العاشر للحملة..12:30 ظهرا.. اليوم كانت آخر زيارة لهذه القرية.."ماذا كان اسمها..؟" كان الهدف الأصلي هو أن نصل للعدد المستهدف من الأطفال لتطعيمهم حسبما تريد الوزارة.. وقد وصلنا إليه.. هالالويا.. لقد انقذنا الأطفال الأبرياء..الملائكة.. هناك الكثير من التجاوزات التي شهدتها بعيني..وحدثت بدون علمي..وهي نمط حياة هنا فيما يبدو.. والحقيقة أنني لم أكن أملك فيما يبدو –أيضا- إلا الاعتراض..والكتابة.. واطلاق اللعنات.. سأكتب عن كل هذا فيما بعد.. بالتفاصيل التي سأحاول أن أتذكرها.. *-*-* ..........وحتى اليوم الأخير في الحملة.. لم أجد أي شيء يستحق المجيء.. الحقيقة