مشتول السوق..وحدة الصحافة..15
مشتول السوق..
وحدة الصحافة..
12 – 12 – 2009 - 11:30 صباحا..
أجلس مستمتعا بالفراغ هنا..
العيادة –مقري- تقع بالطابق الثاني في هذاالمبنى نصف المتهم..
غرفة واسعة ملحق بها شرفة واسعة نسيا..
الحقيقة أن هذا كان سكن طبيب الوحدة..ويقابله في الواجهة سكن التمريض..وهذا يخبرك ياصديقي عن مدى البذخ الذي كان كان عليه النظام..
السكنان ملحقان بالوحدة الصحية..أو الحقيقة المستشفى التكاملي..التي هي عبارة عن مستشفى صغير تقدم الاسعافات الأولية وبعض العمليات الجراحية البسيطة بالاضافة لخدمة العيادات..والتي أغلقت بعد أن أصبحت آيلة للسقوط..وانفجرت مياه الصرف الصحي في أرضيتها..وأصبحت هنا..وتحولت إلى وحدة صحية بائسة..
أجلس في الشرفة..على كرسي أجلبه من الداخل..أستحضر من كان يجلسون هنا قبلي..
لابد أنه كان طبيبا شابا هو الآخر..مليء بالحياة..وبالتأكيد لم تكن هذه هي حال الوحدة..
أجلس..أنظر للأفق..للحقول الخضراء المرهقة..أحاول أن أتحاشى المباني القبيحة بالطوب الأحمر..أتنسم النسيم البارد..
حين أشعر ببعض البرد أدلف للداخل..
أجلس للمكتب..أمدد ساقي في جلستي المفضلة عليه..وأحدق في السقف المتهدل من فوقي..أو في طراز المكتب الضخم القديم..أحاول أن أتخيل من كان يجلس إليه قبلي..في أيام مجده السابق..
أحيانا تأتي إلي أم ما..تطلب رؤيتي لابنها..وطبعا صرف مضاد حيوي..وأحيانا تصعد إلي حامل ما..تطلب قياس الضغط..
حين أشعر بالسأم..أعود للخروج..أنظر للترعة/للمصرف الممتد أمامي..وللماء الآسن..
أسمع هدير المولدات التي تسحب المياه إلى الأرض الزراعية في الجوار..
أطل على صديقي الحداد في الورشة المجاورة..أرمقه وهو يهوي بمطرقته بقوة على الحديد ليعيد تشكيله..وأتمنى أن أمتلك مطرقة مثله..مطرقة كبيرة للغاية لدرجة أنني أسحق بها كل هذا الهراء..ثم أعود لتشكيله من جديد..
يصنع بوابة معدنية عملاقة..بداخلها نقوش من نوع ما..تكرار زخرفي يجعلها أكثر جمالا..
أحيانا تلتقي عينانا في صمت..بينما هو يواصل عمله..بينما هو –بالأكيد- يتساءل عما يفعله الأحمق في الشرفة..
ولا بد أنه يلعن في سره هؤلاء المعاتيه الذين لا يجدون شيئا آخر يفعلونه في حياتهم..
يسري بداخلي اعجاب بعمله المتقن..أتحسر على حالي..
أعود للداخل..ساحيا الكرسي من خلفي..أغلق باب الشرفة بعد تزايد البرودة..
أجلب أوراقي ورسومي وأفكاري..أعمل بها قليلا..
أمارس العمل الوحيد الذي لم أحرم منه بعد..
أتمنى أن تكون النهاية لكل هذا العبث قريبا..
وحدة الصحافة..
12 – 12 – 2009 - 11:30 صباحا..
أجلس مستمتعا بالفراغ هنا..
العيادة –مقري- تقع بالطابق الثاني في هذاالمبنى نصف المتهم..
غرفة واسعة ملحق بها شرفة واسعة نسيا..
الحقيقة أن هذا كان سكن طبيب الوحدة..ويقابله في الواجهة سكن التمريض..وهذا يخبرك ياصديقي عن مدى البذخ الذي كان كان عليه النظام..
السكنان ملحقان بالوحدة الصحية..أو الحقيقة المستشفى التكاملي..التي هي عبارة عن مستشفى صغير تقدم الاسعافات الأولية وبعض العمليات الجراحية البسيطة بالاضافة لخدمة العيادات..والتي أغلقت بعد أن أصبحت آيلة للسقوط..وانفجرت مياه الصرف الصحي في أرضيتها..وأصبحت هنا..وتحولت إلى وحدة صحية بائسة..
أجلس في الشرفة..على كرسي أجلبه من الداخل..أستحضر من كان يجلسون هنا قبلي..
لابد أنه كان طبيبا شابا هو الآخر..مليء بالحياة..وبالتأكيد لم تكن هذه هي حال الوحدة..
أجلس..أنظر للأفق..للحقول الخضراء المرهقة..أحاول أن أتحاشى المباني القبيحة بالطوب الأحمر..أتنسم النسيم البارد..
حين أشعر ببعض البرد أدلف للداخل..
أجلس للمكتب..أمدد ساقي في جلستي المفضلة عليه..وأحدق في السقف المتهدل من فوقي..أو في طراز المكتب الضخم القديم..أحاول أن أتخيل من كان يجلس إليه قبلي..في أيام مجده السابق..
أحيانا تأتي إلي أم ما..تطلب رؤيتي لابنها..وطبعا صرف مضاد حيوي..وأحيانا تصعد إلي حامل ما..تطلب قياس الضغط..
حين أشعر بالسأم..أعود للخروج..أنظر للترعة/للمصرف الممتد أمامي..وللماء الآسن..
أسمع هدير المولدات التي تسحب المياه إلى الأرض الزراعية في الجوار..
أطل على صديقي الحداد في الورشة المجاورة..أرمقه وهو يهوي بمطرقته بقوة على الحديد ليعيد تشكيله..وأتمنى أن أمتلك مطرقة مثله..مطرقة كبيرة للغاية لدرجة أنني أسحق بها كل هذا الهراء..ثم أعود لتشكيله من جديد..
يصنع بوابة معدنية عملاقة..بداخلها نقوش من نوع ما..تكرار زخرفي يجعلها أكثر جمالا..
أحيانا تلتقي عينانا في صمت..بينما هو يواصل عمله..بينما هو –بالأكيد- يتساءل عما يفعله الأحمق في الشرفة..
ولا بد أنه يلعن في سره هؤلاء المعاتيه الذين لا يجدون شيئا آخر يفعلونه في حياتهم..
يسري بداخلي اعجاب بعمله المتقن..أتحسر على حالي..
أعود للداخل..ساحيا الكرسي من خلفي..أغلق باب الشرفة بعد تزايد البرودة..
أجلب أوراقي ورسومي وأفكاري..أعمل بها قليلا..
أمارس العمل الوحيد الذي لم أحرم منه بعد..
أتمنى أن تكون النهاية لكل هذا العبث قريبا..
تعليقات
إرسال تعليق