المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٥

الزقازيق..مديرية الصحة..مابين قوسين..

الزقازيق.. مديرية الصحة.. 26 – 2 – 2010  -  11:00 صباحا.. أشعر بالفراغ..لا منتمِ لأي مكان.. وهو شعور رائع لو أردت رأيي.. *-*-* ذلك الشعور الذي أحسسته عقب انتهاء سنوات دراستي بالكلية..في السنة السادسة.. يختلف الأمر عن باقي السنين الفائتة.. هذه السنة الأخيرة بنهايتها..انتهت مرحلة ما في حياتك..هذا مكان لن تعود إليه مجددا.. نفس الشيء ينطبق عقب انتهاء سنة الامتياز..مرحلة من الفراغ واللا انتماء لأي شيء.. اليوم..وأنا في المديرية..أخذ ذلك الشعور يرواودني بقوة.. أنا حر.. أنا فعلا حر الآن يا صديقي.. *-*-* في النهاية أتغلب على كل هذه الأفكار.. أمد الحرية ليس طويلا.. أصعد للسيدة في المكتب الخاص بالتكليف في الدور الثاني.. أقوم بتسليمها ورقة إخلاء الطرف..ببقايا النسر في ختمها باللون الأزرق.. أنتظر تأشيرة منها لأبدأ رحلتي الجديدة في الجزء الثاني من التكليف.. الرحلة إلى حيث إدارة أبو حماد.. تسالني السيدة في معرض حديثها عن سبب انتقالي من هناك.. أخبرها بشكل عام عن بعض المآسي التي شهدتها هناك.. أختم قولي بأنها كانت إدارة سيئة.. "ياه..تلك الأيام..!! سيئة هذه كانت من أسوأ

مشتول السوق..الخلاص..الجزء الثاني والأخير..

فقط..الشيء المقيت الذي حدث في النهاية.. تلك الاستقطاعت التي كان يجب علي تسديدها قبل انهاء آخر ورقة.. مبالغ بعدة مئات..بعد خصم مئات أخرى من راتبي..الحقيقة أنه تم خصمه بأكمله.. لا بد أنهم كانوا يتساءلون عن أي مجنون كنته لأفقد كل هذه المئات بهذه السهولة.. ولربما تصوروا أنني مثل آخرين..أفقد هذه المئات لأنني أحصل أضعافها في أماكن أخرى.. لا بأس.. أنا لازلت مبتسما.. حتى وأنا افرغ جيوبي كلها أمام الموظف.. حتى وأنا أتلقى عرضا بالمساعدة في صورة مائتي جنيه قرضا من أحدهم.. أبتسم..لهذا الحد..؟ لكن الله كريم كما هو دوما.. أنهي دفع كل المبالغ التي علي بدون الاضطرار للجوء لأي أحد.. لا بد أن أحصل على الورقة اليوم بأي حال.. أنهي كل شيء.. أنهي كل شيء أخيرا.. أخذ الورقة التي نقش عليها رسم النسر الباهت.. حتى أنت ايها المسكين.. لا بأس.. أهبط السلالم للمرة الأخيرة..أخرج من البوابة الواطئة للمرة الأخيرة.. أقف أمام المبنى الحكومي القذر للمرة الآخيرة.. ىخذ نفسا عميقا.. كل سباب الدنيا لن ينقضي.. اللعنة عليكم.. اللعنة عليكم وعلى كل لحظة قضيتها في مكان مقيت كهذا للحظة واحدة.. اللعنة عليكم

مشتول السوق..الخلاص..الجزء الأول..

مشتول السوق.. الأيام الأخيرة مابين مديرية الصحة في الزقازيق والإدارة الصحية والوحدة.. ممتدة من يوم 15 فبراير 2010 وحتى يوم إخلاء طرفي من إدارة مشتول السوق في يوم 24 فبراير 2010 أقف أمام مبنى المديرية بجوار مبنى المحافظة.. آخذ شهيقا عميقا.. وألقي بنفسي وسط الداخلين.. *-*-* هل تذكر أيام التكليف الأولى..؟ الأيام العظيمة التي لم تكن تدرك فيها أي شيء..أو معنيا بأي شيء سوى إنهاء أوراق تكليفك واستلامك العمل بالفعل.. إنها الأيام تعود مرة أخرى يا صديقي.. قد مر ما يقرب من العام..أكثر من ثلاثمائة يوم مر عليك في هذا العذاب المقيت.. وها أنذا فقط أهرب من هذا الجحيم لمكان آخر ربما يكون أقل بؤسا.. أبدأ من مكتب مدام فلانة في الطابق الثاني.. آخذ تأشيرة وخطاب لمكتب الأستاذ فلان في الطابق الثالث..وتأشيرة من السيدة مديرة شؤون العاملين في الطابق الثالث أيضا..في المكتب المجاور.. أهبط للأسفل..أتسلم أصل الخطاب..أهبط للدور الأول..اتلقى الخاتم صاحب الشعار الرسمي للدولة.. أتذكر ذلك النسر المصلوب للأبد..؟ نعم..هو ذاك.. مثلك..يتوق لالتقاط حريته.. والذهاب بعيدا.. *-*-* انتهت الدورة الأولى..و

مشتول السوق..وحدة دهمشا..2

مشتول السوق.. وحدة دهمشا.. 14 – 2 – 2010  -  10:00 صباحا.. أصل للوحدة.. لن أفعل أي شيء اليوم.. فقط سأوقع بالحضور..ثم أكلم زميلي بالوحدة عن سفرية القاهرة للحصول على قرار النقل.. ثم آخذ طريقي للقاهرة.. سفرية طويلة شاقة.. وطريق يشبه السفر عبر الجحيم.. كان بإمكاني أن أذهب مباشرة من الزقازيق للقاهرة..أتخذ طريقا بدون أي توقف.. لكن كل هذا لأنني لا أريد المزيد من المتاعب.. سئمتها يا صديقي..سئمتها وتعبت.. ولأنني قطعت وعدا لزميلي بأني لن أسبب المزيد من المشاكل في هذه المرحلة.. سأترك الأمور تمضي في سلام.. فقط لتتركني في سلام أنا الآخر.. *-*-* أتأخر في الطريق..الساعة الثانية عشر ظهرا..ولم أفعل أي شيء بعد.. اصل لحدود القاهرة..وأبدأ رحلة المترو.. أتمنى من الله أن تكون هذه هي الرحلة الأخيرة لي لهذا المكان.. المرة الفائتة أخبرتني السيدة الموظفة أن أوراقي لم تنتهي بعد.. تخبرني بأسف أن الأوراق في المعتاد لا تأخذ كل هذا الوقت.. أبتسم في مرارة..أبتسم في سخرية..ابتسم بلا أي معنى.. أنا أعرف السبب يا سيدتي الفاضلة.. *-*-* أصل للوزارة أخيرا.. مرهقا..مشعثا.. لو كنت سافرت في قافلة

مشتول السوق..وحدة دهمشا..1

مشتول السوق.. وحدة دهمشا.. 13 – 2 – 2010  -  10:30 صباحا.. في هذه المرة كان الطريق مختصرا للغاية.. حتى أنني سألت نفسي إذا كان ذلك الوغد –مدير الإدارة- يعرف ما يفعله حقا.. *-*-* نعم..أنت قرأتها بشكل صحيح.. قرية "دهمشا".. هذا هو الانتقال الرابع او الخامس..توقفت عن العد يا صديقي حين أدركت أن ذلك لم يعد يجدي نفعا.. ما هو سبب التسمية..؟ لماذا تسال هذا السؤال المقيت كل مرة..؟ ما سبب تسمية قرية المنير بهذا الاسم..هل كان منها أحد رواد النهضة مثلا..؟ ماسبب تسمية قرية الصحافة بهذا الاسم..هل كانت مكان مطبعة الأهرام الكبرى مثلا..؟ ليكن..أنت تدرك سبب تلك التسميات.. لا بد انه كان هناك طبيب شاب ثائر أيام الاحتلال الانجليزي للبلاد..كان يتزعم حركة المقاومة..ويدافع عن حقوق الفلاحين الفقراء..ولابد أن ذلك أقلق راحة مدير الإدارة الانجليزي –الوغد- طبعا..فقرر أن يتتبع أثره..حتى لحقوه في هذه القرية التي لم تكن إلا شيئا بسيطا عبارة عن بيوت طينية يغمرها الفقر طوال عام..حاصروه أخيرا في أحد تك البيوت المطله على ترعة البلدة..إلا أنه تمكن من القفز إلى الترعة ليفر بنفسه..فصاح الفلاحون ف

مشتول السوق..وحدة الصحافة..الأخيرة..

مشتول السوق.. وحدة الصحافة.. 11 – 2 – 2010  -  11:00 صباحا.. طالت غيبتي هذه المرة.. كنت أظن أني وصلت للحضيض..لكن هناك المزيد دوما.. هذه المرة كسرت الرقم القياسي السابق.. عشرون يوما كاملة.. لك أن تفخر بذلك.. *-*-* ضاعت الأيام الفائتة مابين سفر بلا طائل من ورائه..خلف حلم صار شبيها بالسراب..يلوح لك يا صديقي على غير حقيقته..ألا وهو نقل التكليف لإدارة أخرى.. وما بين أيام أتكاسل فيها عن النهوض..أظل ملازما فراشي بلا أي عمل يذكر..محدقا في السقف..متأملا –كالعادة- في روعته.. صار هدفي في تلك الأيام هو الحصول على تأشيرة السيد وكيل الوزارة المختص بشؤون عمال التراحيل/أطباء التكليف/العبيد..على طلبي المعنون بـ "السيد وكيل الوزارة المبجل..إلخ..إلخ..نقل تكليفي..لإدارة..إلخ..إلخ..حيث سماح المجموع..إلخ..أرجوك..أتوسل إليك..إلخ..إلخ..يتم اضطهادي بقسوة بالغة..مدير الإدارة الوغد..إلخ..إلخ..اللعنة عليكم جميعا..إلخ..إلخ..ثم في النهاية: مقدمه لسيادتكم.المعذب: أ.ص.د." تمضي أيام كهذه..وتمضي أيام كتلك.. وتمضي أيام أخرى طويلة لا أذكر منها أو عنها أي شيء.. إنه السقوط.. السقوط المهين ياصدي

مشتول السوق..وحدة الصحافة.21

مشتول السوق.. وحدة الصحافة.. 17 – 1 – 2010  -  10:00 صباحا.. ادور في فلك الاكتئاب كجسيم فضائي فقد اتجاهه، فصار يتخبط في الفضاء الواسع.. حتى صار ما يرجوه هو الاصطدام بأي كوكب سيار..ثم الفناء.. هذا هو ما أصبحت عليه.. *-*-* عودة بعد مايقرب من عشرة أيام غياب.. تعب..وسفر..ومشقة بالغة..ورغبة لا متناهية في عدم مغادرة السرير.. لم أكن أرد على الاتصالات على هاتفي المحمول.. "هذه الأيام السعيدة التي بدأت تلك العادة في التأصل لدي.." لم يكن لي اي صلة بما يحدث هنا.. عندما عدت..لم أدرك أنه قد فاتني بعض الأشياء المثيرة.. تأمل معي يا صديقي.. جاء تفتيش من الوزارة..ويبدو أنه من توابع زلزال زيارة ذاك المفتش من الجهاز المركزي للمحاسبات.. التفتيش المنتظر الشبيه بمنظر الخاتمة في أي مسلسل قميء.. حيث يلقى الأشرار عقابهم الأسطوري..ويصبح الأنقياء الأخيار سعداء.. ولأن هذا فيلم هابظ للغاية..فلم تكن النهاية لتأتي مغايرة أبدا.. لن يحدث –في الغالب- أي شيء.. بضع جزاءات لبضع عاملين.. ثم ينتهي الأمر.. ألم أقل لك أن الأنقياء سيكونون أسعد حالا بكثير..؟ *-*-* لم يمسني ذلك بسوء على أغل