المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١١

مستشفى الأطفال..7

وحدة العناية.. 14 – 9 - 2008 5:15 مساء.. الموت مرة أخرى.. الزميل العزيز يأتي للزيارة.. ولابد دوما أن يرحل بهدية ما.. *-*-* مات الطفل الصغير..أو الرضيع..أو الحديث الولادة.. سمه ماشئت.. أما أنا..فأسميه "أسامة".. مات "أسامة".. فلتترك العنان لأفكارك قليلا ياصديقي..وتخيل معي كيف كان سيحيا.. كيف كان ليكون.. وتخيل – معي – أيضا السبب..في موته.. *-*-* وظيفة طبيب الامتياز هنا أساسا, تتركز في عمله كجهاز التنفس الصناعي..بديلا عن الجهاز الناقص..أو الذي لايعمل.. " تنفيخ "..هذا مايطلقونه على نلك العملية.. وهذا ماكنا نفعله بالتوالي ل"أسامة".. يومان متتاليان..نؤدي هذه المهمة المملة والسخيفة.. باستمرار..وبالتبادل.. نؤدي هذه المهمة اللامنطقية..لنحافظ على حياة الطفل.. ونظل نؤديها..حتى يموت.. *-*-* ولماذا مات..؟! لا أتحدث عن الإرادة العليا التي تحكم الأقدار.. أتحدث عما كان السبب في موته.. ربما لأنه ولد غير مكمل النمو..ربما لأنه تعرض لنوع قاتل من العدوى تسببت في انهيار رئتيه.. ربما هو الإهمال المعتاد..

مستشفى الأطفال..6

وحدة العناية.. 14 – 9 - 2008 5:15 مساء.. الموت مرة أخرى.. الزميل العزيز يأتي للزيارة.. ولابد دوما أن يرحل بهدية ما.. *-*-* مات الطفل الصغير..أو الرضيع..أو الحديث الولادة.. سمه ماشئت.. أما أنا..فأسميه "أسامة".. مات "أسامة".. فلتترك العنان لأفكارك قليلا ياصديقي..وتخيل معي كيف كان سيحيا.. كيف كان ليكون.. وتخيل – معي – أيضا السبب..في موته.. *-*-* وظيفة طبيب الامتياز هنا أساسا, تتركز في عمله كجهاز التنفس الصناعي..بديلا عن الجهاز الناقص..أو الذي لايعمل.. " تنفيخ "..هذا مايطلقونه على نلك العملية.. وهذا ماكنا نفعله بالتوالي ل"أسامة".. يومان متتاليان..نؤدي هذه المهمة المملة والسخيفة.. باستمرار..وبالتبادل.. نؤدي هذه المهمة اللامنطقية..لنحافظ على حياة الطفل.. ونظل نؤديها..حتى يموت.. *-*-* ولماذا مات..؟! لا أتحدث عن الإرادة العليا التي تحكم الأقدار.. أتحدث عما كان السبب في موته.. ربما لأنه ولد غير مكمل النمو..ربما لأنه تعرض لنوع قاتل من العدوى تسببت في انهيار رئتيه.. ربما هو الإهمال المعتاد..

مستشفى الأطفال..5

وحدة العناية.. 11 – 9 - 2008 - 5:45 مساء.. يؤذن لصلاة المغرب.. ويحين موعد الإفطار.. الآن تخلو العناية تمام من أي أحد, إلا البؤساء الصغار.. وأنا.. هذا الشعور..لا يمكن وصفه.. الآن أنا هنا..المتحكم الأوحد..المراقب الأوحد..المعذب – بالفتحة ! – الأوحد.. أستطيع أن أفعل ما أريد..أتلاعب بالأجهزة كما أريد..أخرب كما أريد..!! لن يمنعني أحد..لن يراني أحد.. ربما واحدا أو اثنين..من هؤلاء الذين ينظرون إلى ذويهم الأطفال من خلف الزجاج على الأبواب.. أحيان ينظرون إلي وأنا منهمك في السير بين الأسرة سارحا في خواطري..و أنا أكتب هذه الكلمات على الأوراق في الملف الذي أحمله.. ربما أفهم هذه النظرة جيدا.. النظرة العظيمة للطبيب الذي يمارس عمله بكل نشاط..وفي وقت الافطار..! يمشي بين الأسرة..يلاحظ..يعقد حاجبيه..يجلس على المكتب..ويكتب..! ياللسخرية..!! أنا حقا أستمتع بهذا.. ذهب الجميع ..وتركوني هنا لأؤدي عملي..! آه..هذا الشعور.. القوة المطلقة..الفراغ المطلق..السخافة المطلقة.. والجوع المطلق.. لو أستطيع وصفه..!!

مستشفى الأطفال..4

وحدة العناية.. 13 – 9 - 2008 - 6:00 مساء.. فلنتحدث عن بعض المآسي.. هذا هو الوقت المناسب.. إذن..فلنمرح قليلا.. *-*-* تتجسد هنا قمة المأساة..وأولها..أطفال مرضى.. تأمل معي العبارة..إنها لاتستقيم.. فطرة الخلق..الكون كما جعله الله.. الأطفال..يجب أن يكونوا بعيدين كل البعد عن المرض..عن الألم..وعن الموت.. يجب أن يمتلكوا الصحة..يجب أن لا يكونوا هنا.. لكنها حكمة الله..التي لا ندركها بعقولنا الضئيلة.. ولا نملك إلا أن نسلم بها.. *-*-* مستلقين على سرائرهم..مستسلمين إلى مصيرهم.. يتوزعون ما بين أمراض عدة..قد تظنها أنت عادية يا صديقي.. طفل يقاوم إسهال شديد أدى إلى جفاف قاتل..طفلة في مرحلة متقدمة من مرض الذئبة الحمراء.. طفل سقط على رأسه, وفي غيبوبة عميقة.. طفلة صغيرة تعاني من مرض وراثي, أدى لاختلال وظائف القلب والرئتين.. طفلة ترقد بضعف في عضلة القلب.. وغيرهم كثير.. أعمارهم تتنوع بين عمر الرضاعة..والتاسعة أو العاشرة من العمر.. أربعة عشر سريرا..هم حصيلة المرض هنا.. قد يمر وقت ما..قبل أن يتغير الأطفال..ويأتي آخرون.. إنها مأساة يا صديقي..وأنت تنظر لطفل يرقد ب

مستشفى الأطفال..3

(ساحة الانتظار..) 6 – 9 - 2008 - 10:00 صباحا.. هناك حقيقة مهمة غائبة عني, انتبهت إليها الآن.. لقد مضى ستة أشهر منذ بداية الامتياز حتى الآن.. ستة أشهر كاملة..من السنة الأخيرة لي هنا..التي ستتغير بعدها أشياء كثيرة.. ستة أشهر من السنة الانتقالية..بين مرحلة سابقة مضت..ومرحلة للحظة حالية أحيا فيها.. ومرحلة قادمة لا يعلمها إلا الله.. مرحلة لا أعلم عنها سوى أمنيات وأحلام.. الآن..يجب أن يتحدد موقفي.. يجب أن أقف وأراجع كل مافعلت..وما يجب أن أفعل.. أمارس عملي-المفترض..!- في مستشفى الأطفال.. أحاول الحضور في قسم الأمراض النفسية في المستشفى.. كلام عن مدونتي..أحلامي الخاصة بشركة الإنتاج الفني "أمد".. وغير كل ذلك..عائلتي.. وحياتي الخاصة.. أحتاج لتنظيم وقتي بشدة.. أحتاج لتنظيم حياتي..

مستشفى الأطفال..2

(ساحة الانتظار..) 3 – 9 -2008 - 9:30 صباحا.. أنهيت عملي اليوم في عدة دقائق.. وقعت بالحضور..ثم تحدثت مع الزملاء عن تقسيم" العمل " في أحد الأقسام الداخلية..والذي هو لا شيء في الواقع..! يبدو أنني سأسقط يوما ما من كثرة الاجهاد هنا..! لكن على الأقل..توجد كراسي لطيفة من الممكن أن تجلس عليها حتى موعد الانصراف.. كراسي مظللة..تحت أشجار كثيفة..وسط مساحة واسعة نسبيا.. فلنجلس مع الرفاق.. بانتظار القادم..!!

مستشفى الأطفال..1

(ساحة الانتظار..) 1 – 9 -2008 - 9:00 صباحا.. المنفى.. هذا ما أطلقه على مجموعة المستشفيات هذه, التي يقع في نطاقها مستشفى الأطفال.. وذلك نظرا لانفصالها عن باقي مستشفيات الجامعة..وبعدها النسبي عن كلية الطب.. دعك طبعا من السمعة الرهيبة التي تصل إلينا عن المعاملة الرائعة لأمثالنا من أسرى الامتياز هناك..! يقولون.."من أعمالكم ماسلط عليكم".. ولكنني لا أتذكر شيئا صنعناه في حياتنا يبرر هذه المعاملة التي نتلقاها.. ربما الذنب الكبير الوحيد.. هو دخولنا لكلية الطب.. لكننا دفعنا ثمن هذه الحماقة غاليا..ومازلنا ندفع.. يبدو أن هذا باقي الحساب..! والله العظيم ياجدعان إحنا غلابة..!! *-*-* أما عن البداية..فهي كالمعتاد.. ويبدو أنها ستكون أسوأ في ظل هذا النظام الجديد في الحضور والانصراف.. يقولون هنا أن النظام تغير من فترة ما..أي على وجوهنا النحسة..ويبدو أنهم يعدون العدة لاستقبالنا على أكمل وجه..! ماعلينا.. أنا في بواكير نزلة برد حادة.. ربنا يسترها..!!