مستشفى الأطفال..4
وحدة العناية..
13 – 9 - 2008 - 6:00 مساء..
فلنتحدث عن بعض المآسي..
هذا هو الوقت المناسب..
إذن..فلنمرح قليلا..
*-*-*
تتجسد هنا قمة المأساة..وأولها..أطفال مرضى..
تأمل معي العبارة..إنها لاتستقيم..
فطرة الخلق..الكون كما جعله الله..
الأطفال..يجب أن يكونوا بعيدين كل البعد عن المرض..عن الألم..وعن الموت..
يجب أن يمتلكوا الصحة..يجب أن لا يكونوا هنا..
لكنها حكمة الله..التي لا ندركها بعقولنا الضئيلة..
ولا نملك إلا أن نسلم بها..
*-*-*
مستلقين على سرائرهم..مستسلمين إلى مصيرهم..
يتوزعون ما بين أمراض عدة..قد تظنها أنت عادية يا صديقي..
طفل يقاوم إسهال شديد أدى إلى جفاف قاتل..طفلة في مرحلة متقدمة من مرض الذئبة الحمراء..
طفل سقط على رأسه, وفي غيبوبة عميقة..
طفلة صغيرة تعاني من مرض وراثي, أدى لاختلال وظائف القلب والرئتين..
طفلة ترقد بضعف في عضلة القلب..
وغيرهم كثير..
أعمارهم تتنوع بين عمر الرضاعة..والتاسعة أو العاشرة من العمر..
أربعة عشر سريرا..هم حصيلة المرض هنا..
قد يمر وقت ما..قبل أن يتغير الأطفال..ويأتي آخرون..
إنها مأساة يا صديقي..وأنت تنظر لطفل يرقد بين الحياة والموت..
يقتربون فيها كثيرا من الرحيل..
مأساة وأنت تراهم قد أزيلت شعور معظمهم..للبحث عن أي أوردة ظاهرة..بعد أن اهترأت أوردة أطرافهم الأربعة..
مأساة..وأنت ترى معظمهم موصول بأجهزة مراقبة..وأنابيب الأوكسيجين والتغذية..
مأساة ..وأنت ترى بعضهم على أجهزة التنفس الاصطناعي..والبعض لم يسعفه الحظ لذلك..
مأساة..وأنت تراهم يرقدون باحتياج المساعدة..باحتياج أي شيء..
وأنت عاجز ذلك العجز المزدوج المعتاد..
تنظر للأدوية التي تسري في دمائهم..وتنتظر..فقط..رحمة الله بهم..
أحيانا ترى أهل هؤلاء البؤساء..أكثرهم نساء..أكثرهم أمهات..
تراهم وقد جمدت الدموع في أعينهم..
تراهم يبتهلون..وفي أعينهم ذلك الأمل الضئيل..
تراهم وهم يرجون ذات رحمة الله..
آه ياصديقي..لهذا أكره هذا القسم..وهذه المستشفى..
أتمنى أن تنقضي هذه الأيام سريعا..
وبلا رجعة..
تعليقات
إرسال تعليق