مستشفى الأطفال..6
وحدة العناية..
14 – 9 - 2008 5:15 مساء..
الموت مرة أخرى..
الزميل العزيز يأتي للزيارة..
ولابد دوما أن يرحل بهدية ما..
*-*-*
مات الطفل الصغير..أو الرضيع..أو الحديث الولادة..
سمه ماشئت..
أما أنا..فأسميه "أسامة"..
مات "أسامة"..
فلتترك العنان لأفكارك قليلا ياصديقي..وتخيل معي كيف كان سيحيا..
كيف كان ليكون..
وتخيل – معي – أيضا السبب..في موته..
*-*-*
وظيفة طبيب الامتياز هنا أساسا, تتركز في عمله كجهاز التنفس الصناعي..بديلا عن الجهاز الناقص..أو الذي لايعمل..
" تنفيخ "..هذا مايطلقونه على نلك العملية..
وهذا ماكنا نفعله بالتوالي ل"أسامة"..
يومان متتاليان..نؤدي هذه المهمة المملة والسخيفة..
باستمرار..وبالتبادل..
نؤدي هذه المهمة اللامنطقية..لنحافظ على حياة الطفل..
ونظل نؤديها..حتى يموت..
*-*-*
ولماذا مات..؟!
لا أتحدث عن الإرادة العليا التي تحكم الأقدار..
أتحدث عما كان السبب في موته..
ربما لأنه ولد غير مكمل النمو..ربما لأنه تعرض لنوع قاتل من العدوى تسببت في انهيار رئتيه..
ربما هو الإهمال المعتاد..
وربما السبب هو عدم وجود جهاز تنفس اصطناعي..
ربما السبب نحن..
وربما السبب أنا..
لقد مات بين يدي أنا..
أو بالأخحرى..اكتشفنا موته " بالصدفة " بين يدي أنا..
نعم ياصديقي..
فهو لم يكن موصولا بجهاز مراقبة..وذلك طبعا للنقص المعتاد في الأجهزة..
أيا كان السبب..
أيا كان السبب..
لقد مات "أسامة"..ولحق بمن سبقه..
وقد توقف "التنفيخ" لأجل غير مسمى..
*-*-*
ليرحمه الله..
وليلهم أمه الصبر والسكينة..
فقط..
ليظل السؤال مستمرا..يبحث عن إجابة..
تعليقات
إرسال تعليق