المشاركات

عرض المشاركات من 2010

قسم الجراحة - حوادث 7

( ساحة الانتظار أمام مستشفى الطواريء ) 29 – 8 - 2008 - 1:30 بعد منتصف الليل.. مرة أخرى أجلس هنا.. وأكتب.. الحقيقة أنني كنت دائب الحضور في استقبال الطواريء الأيام الفائتة..بغض النظر عن السبب وراء ذلك..لكنني كنت أشعر براحة كبيرة.. الآن..أنا هنا..وذلك الشعور بالملل والاختناق يحاصرني.. في هذا الوقت بالذات..يخلو المكان من أطباء الامتياز..من الأصدقاء..ويظل فقط بعض طلبة الطب من السنين الدنيا..يمارسون الطب – معظمهم – ببشاعة منقطعة النظير.. أمر سيء للغاية..أن يكونوا هناك..بلا خبرة حقيقية..بدون أي اشراف حقيقي..نظرا لغياب التسلسل الطبيعي في عملية التعليم.. لا بأس..أقول لنفسي.. دعهم في هذا " العك " الذي يصنعونه..اكتف فقط بالنصيحة عند الضرورة..وهنيئا لمن يقع تحت أيديهم من المرضى..! اللطيف حقا..أنهم يمارسون هذا " العك " بتهور و إقدام منقطعي النظير..بثقة حقيقية, أحسدهم عليها..! لا بأس.. الآن..أنا لا أجد في نفسي القدرة على الدخول إلى هناك..ومزاولة الطب الذي أريده.. الآن..أريد أن أكتب فقط. .

قسم الجراحة - حوادث 6

25 – 8 - 2008 - 2:30 بعد منتصف الليل.. لم تكن هذه أول مشادة بيني وبين أحد أقارب المرضى.. ولن تكون الأخيرة.. طالما ظل النظام بهذا الشكل.. *-*-* كنت قد عدت للحضور في وقت السهر.. وكانت بداية عادية جدا..مريض يدخل، ومعه بعض أقاربه..مصاب في وجهه نتيجة لسقوطه.. إذن وظيفتي كطبيب امتياز..أن أقيم الحالة..وأستدعي نائب الجراحة..الذي بدوره يستدعي نائب الأنف والأذن المناوب.. هنا يحدث الأمر السخيف المعتاد.. لا يرد النائب..أو أي أحد آخر في القسم..ربما بسبب انشغاله مع حالة أخرى..أو لأنه مناوب لأكثر من أربعة وعشرين ساعة، فذهب لمكان ما حيث يريح رأسه قليلا..أو لأنه في مكان لعين آخر حيث يمارس شيئا ألعن.. هنا..يبدأ المرافقون في التذمر..والصراخ بشكل مستمر.. في هذه الحالة..كان المرافق شخص غبي – لو سمحت لي بالقول – يبدو أنه أتى فقط ليمارس حماقاته – لو سمحت لي مرة أخرى – في آخر الليل.. هو لايريد أن يفهم، أنني لا أملك أن أصنع شيئا حيال هذا الأمر..بينما هو مقتنع أن الحل بيدي وأنني أتلذذ بتعذيب المريض.. دعك من السخافة المتمثلة في التطاول على طبيب.. هذا جزء من منظومة الفو

قسم الجراحة - حوادث 5

22 – 8 - 2008 - 9:00 صباحا.. اليوم بداية المواعيد الجديدة في العمل.. قمت بالحضور في قسم الجراحة..ليس لأنني راجعت نفسي وغيرت رأيي لاقدر الله..أو لأنها محاولة مني لقضاء الأيام الأخيرة هنا، لأحمل في داخلي ذكرى فيما بعد..( الذكرى موجودة والحمد لله ).. الأمر ببساطة أن السيد مدير الاستقبال كان يمر - بالصدفة – ولم يجد أي من أطباء الامتياز..فقام بالشطب عليهم جميعا..وبذلك منعنا من التوقيع بالحضور.. ولأنني من ذوي الحظ الرائع إياه..فقد مر الرجل - بالصدفة – مرتين في غيابي..طبعا لأنني آتي هنا في مواعيد مختلفة..وبذلك تم الشطب علي يومين متتاليين.. ولأنني منذ فترة ما..لا أقوم بتوقيع الانصراف..فقد تفاقم الأمر معي إلى حد خطر.. ربما يصل الأمر على حد قول الرجل إلى تحقيق ربما..وتوقيع جزاء.. المشكلة الأسوأ..تتمثل في إعادةالدورة من البداية..لكن أعتقد أن الأمور لم تصل بعد لهذه الدرجة.. لا بأس.. أنا لايهمني الأمر ألبتة.. تذكر المثل الشعبي إياه ياصديقي.. " هيسخطوك يا قرد "..!! لذلك أنا لا يهمني الأمر على الإطلاق..ليس لأنني قرد طبعا..بل لأن الامر تافه لأقصى الحدود.. من ي

قسم الجراحة - حوادث 4

20 – 8 - 2008 - 4:30 فجرا.. ماهذا الذي أفعله.. أي منطق أحيا به الآن.. المفترض أنني في قسم جراحة الحوادث..وفي موعد مختلف تماما عن الآن.. لكنني بالرغم من ذلك أقوم بالسهر في قسم الطواريء بالاستقبال العام.. بالرغم من أن اليوم هاديء..لا أطباء..لا مرضى..لا أي شيء آخر.. فقط أنا..وبعض الأصدقاء القليلين الذين هم مثلي غالبا..لا يجدون مكانا آخر يلجأون إليه.. آه..إنها إذن إحدى تلك الليالي.. ستكون سهرة طويلة إذن يافتى.. فلتقضها إذن في كتابة ما تريد..

قسم الجراحة - حوادث 3

10 – 8 - 2008 - 7:45 مساء.. ياللحظ العاثر..!! أي شيطان لعين يتحين لي فرصة لعينة لمثل هذه عمليات خياطة جروح مستفزة لعينة..!! الحكاية وما فيها..أنني كنت ذاهبا إلى حيث استقبال الطواريء..لغرض في نفسي..وليس لوجه الله طبعا.. ونظرا لأن الله سريع العقاب..فقد وقعت في شر أعمالي..أقصد أغراضي..! تصيدني طبيب الجراحة المقيم..وطلب مني خياطة جرح في ذقن طفل.. حسنا..جرح قطعي صغير..غرزتين أو ثلاثة على الأكثر.. لا بأس.. المشكلة هنا..مشكلة..؟! قل مشاكل يا صديقي.. هو طفل صغير أولا..منغولي ثانيا..أضف لهذا الكراهية بداخلي للجراحة..والارتجافة الطبيعية في يدي..والتي تتزايد باستمرار مع صرخات الطفل الصغير المسكين.. أضف أيضا بكاء الأم..ولعناتها التي تصبها على رأسي في سرها الآن..تصبح لديك قصة درامية رائعة.. أنا وزميلتي بجواري..لم يتكلل مسعانا بالنجاح.. هل يوجد غير هذا ليدعى..الفشل الذريع..؟! المهم يا صديقي.. لم ينته هذا المأزق الشنيع..إلا حين أتى أحد الزملاء..وحقيقة..لم أقدر لأحد معروفا مثل هذا, إلا لمثل مافعل هذا الزميل..! وذلك الطبيب الوغد..كل هذا بسببه.. فليكن لي هذ

قسم الجراحة العامة - حوادث 2

2 – 8 - 2008 - 9:00 مساء.. صعدت اليوم لقسم الجراحة لأرى ماذا هناك.. قابلت الزملاء الذين من المفترض أنهم معي في هذه الفترة..جلست قليلا.. لاعمل هناك..بعض الحوارات الجانبية..ثم شعرت بالملل.. قررت النزول إلى حيث استقبال الطواريء.. كان الأمر في الأسفل فوضى شاملة.. الكثير من المرضى..والكثير من أقرباء المرضى.. تخيل لو أن هناك عشرة من المرضى ومع كل واحد منهم مابين اثنين إلى ثلاثة مرافقين..في مساحة ضيقة أصلا.. لك أن تتخيل إذن..! في هذه اللحظات الفاصلة..لم يكن هناك أطباء كفاية في الاستقبال..ثلاثة من النواب ومثلهم تقريبا من أطباء الامتياز..يحملون مسؤولية جناحي استقبال الطواريء..رجال وسيدات.. الخلاصة أن الأمر كان أشبه بعش من الدبابير.. وبسبب هذا..وقعت في تلك الورطة.. حالة قادمة بجرح قطعي في القدم اليسرى..بين الاصبعين الرابع و الخامس.. رآه الطبيب النائب..وطلب مني – وأنا أمر بجواره بالصدفة – أن أقوم بخياطته..! تبا.. ماهذا المأزق اللعين..؟! أخذت تذكرة الدخول مكرها..وأخذت أبحث عمن يقوم بهذا الأمر نيابة عني.. أبحث عن أحد هؤلاء الأوغاد الذين كانوا يصطرعون من أجل

قسم الجراحة العامة - حوادث 1

1 – 8 - 2008 - 9:00 مساء.. اليوم الأول في القسم الجديد.. لا لا..اطمئن يا صديقي..لن أقول أنها بداية غير مبشرة.. لقد سئمت أنا نفسي من قول ذلك..!! البداية في فترة السهر..وأنا أعشق هذا التوقيت بالذات في العمل.. لكن المشكلة في القسم ذاته.. المسألة أنني لا أطيق هذا القسم أصلا.. من ثم تنشأ الفجوة بين ما أحب..وما لا أريد..! أحب العمل في فترة السهر..ولا أريد العمل هنا في قسم الجراحة.. إذن..مالعمل..؟! نعم..هذا حل جيد إلى حد ما.. أوقع بالحضور هنا..ثم أذهب لقسم الطواريء.. ربما هذا هو أفضل شيء ممكن عمله الآن..

قسم الجراحة العامة - القسم الداخلي 2

23 – 7 - 2008 - 9:00 صباحا.. اليوم هو إجازة رسمية لنا.. لكن ليس هناك فارق كبير في الواقع.. اليوم إجازة..ومعنى ذلك أنني لن أذهب للمستشفى اليوم.. الحقيقة – مرة أخرى – أنه لا فارق.. لقد مر ثلاث وعشرون يوما..لم آت لهنا في أي منهم سوى ثلاث أو أربعة أيام.. الأمر سخيف حقا يا صديقي.. ثلاث وعشرون يوما..لم أمارس شيئا فيها أي شيء يتعلق بالطب تقريبا..اللهم إلا بعض الغيار على الجروح..وهي عملية ستمقت نفسك فور إنتهاؤك منها.. دوامات متتابعة من الظروف العائلية تمنعني من الحضور أساسا.. فما بالك بالانتظار.. ظروف الأسرة..والضغط علي من قبلها..تمنعني من التفكير بشكل سليم.. أحيانا تمنعني من التفكير أساسا.. ربما هي صدفة أن تكون هذه المشاعر لدي في هذا القسم بالذات..في هذا الوقت بالذات.. ربما هي ترسبات ما..باقية من ذكريات قديمة.. فليكن.. باق لي سبعة أيام هنا.. سنأخذ بعضها أجازة.. ويمر بعضها.. حتى تنتهي هذه الأيام الكئيبة..

قسم الجراحة العامة - القسم الداخلي 1

7 – 7 - 2008 - 9:30 صباحا.. الجراحة.. وذكريات السنة النهائية في الكلية.. الذكريات التي لا أحمل لها ودا كبيرا حقيقة.. ذكريات..تستدعي ذكريات أخرى عن الهزة النفسية الساحقة التي ظللت تحت وطأتها طويلا.. قسم الجراحة..واليوم السابع في حضوري هنا..الذي من المفترض أن يكون اليوم..من المفترض أن أكون هنا من الساعة الثامنة مساءا حتى الثامنة صباحا.. لكن هذا لم يحدث حتى الآن..! هذا هو اليوم السابع كما أقول لك يا صديقي..!! بالرغم من عشقي لأيام السهر هذه في المستشفى..لكن نطرا لظروف استثنائية أعيشها هذه الأيام في المستشفى..ولأن لا أحد من الأصدقاء معي..لذلك أنا أحيا هذه الأيام حياة الفراغ هذه.. أحيانا أفكر في الصعود لمبنى العيادات..عيادة النفسية بالذات..لكن..لا أدري.. ربما هو الاحساس المزمن بالغربة..والانطواء.. أو الاحساس باللاجدوى..!! المشكلة أن الوقت يمضي.. يمضي بسرعة مخيفة.. لم يعد لدي إلا بضعة شهور.. وبعدها..

قسم الباطنة العامة - متفرقات 4

( العاشر من رمضان – مستشفى خاص ) 29 – 6 – 2008 - 12:00 ظهرا.. اللعنه.. أي جنون فعلت يافتى..؟! بأي تفكير عقيم اتخذت هذا القرار..؟! أي تهور..أي اندفاع..أي..أي جنون..؟! أن أذهب لأقوم بتحمل مسؤولية نوبتجية في مستشفى خاص..أليس هذا جنونا..؟! في هذه الظروف..وبعد سهر ليلة بأكملها..وعمل مضن..وإرهاق يشمل خلايا جسدي كلها.. يتصل بي أحد الأصدقاء..يعرض علي الذهاب للعمل بدلا منه لتلك الليلة فقط.. في السابق..وحين كنت أتمتع بكامل قواي العقلية..لم أكن معترضا على العمل أثناء سنة الامتياز..بل كنت رافضا لفكرة العمل من الأساس.. بأي حق أتحمل مسؤولية كهذه.. قانونيا..وطبيا..أنا لا أحمل أي مؤهلات تجعلني أتحمل هذه المسؤولية.. مالذي غيرني في تلك اللحظة.. مالذي جعلني أتخذ قرارا ثوريا مثل ذلك.. لا أعرف يا صديقي.. حقا لا أعرف.. ربما أنني أردت أن أثبت لصديقي هذا وقبل أي أحد آخر..أنني بإمكاني أن أفعل هذا..وأنه كان - يجب أن يلجأ إلي قبل أي أحد آخر.. أي غرور لعين هذا يا أحمق..! ربما لأنها تجربة جديدة تماما..فلماذا لا أفعلها إذن..لماذا لا أضع نفسي في هذا التحدي..لماذا لا أواجه ذلك الخوف المسيطر في داخلي..

قسم الباطنة العامة - متفرقات 3

( مستشفى الطواريء – الاستقبال ) 24 – 6 – 2008 - 7:00 صباحا.. بعد ليلة سهر طويلة ..دخلت إلى الاستقبال تستند إلى أمها وأختها.. عيناها تنطقان بألم صامت..وتنطبق شفتاها على آهة خافتة.. كانت فتاة صغيرة..رقيقة للغاية..هشة إلى أقصى درجة.. لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها بعد.. حقيقة..لم أجرؤ أن ألمسها..خفت عليها من قسوة يدي..! كنت أشعر نحوها بشعور غريب..مزيج من حنو وشفقة مفرطة..حين أرى جسدها الضئيل يرتجف..يرتجف معه قلبي..أحاول أن أطمئنه قبل أن أطمنئها هي..! جرت بضعة محاولات لمعرفة التشخيص الصحيح.. في النهاية..كتب نائب الجراحة..اشتباه التهاب في الزائدة الدودية.. لابد أن تدخل لقسمم الجراحة..تحت الملاحظة.. رباه..هي مازالت صغيرة لهذا.. على كل حال..هاقد عرفت إلى أين ستمضي.. *-*-* في الرابعة عصرا..كنت في المستشفى.. ذهبت لأتفقدها.. كنت أريد أن أراها بشدة..لا أدري لأي سبب.. فقط أنا أحكي لك ماحدث يا صديقي.. عندما صعدت..ورأيتها..ألقيت نظرة خاطفة على ملفها الطبي.. كان صدمة بالنسبة لي.. لقد تعقد الأمر زيادة عن اللازم .. هي لم تكن تعاني من الزائدة الدودية.. بل من شيء آخر.. لا بأس..لا بأس ياصغيرتي..

قسم الباطنة العامة - متفرقات 2

( ساحة الانتظار – أمام مستشفى الجراحة ) 22 -6 – 2008 - 1:45 بعد منتصف الليل.. المفترض أن توزيعي الآن في القسم الداخلي بالباطنة العامة.. المفترض كذلك أن توزيعي في فترة العمل الصباحية..أي من الساعة الثامنة صباحا..إلى الساعة الثانية ظهرا.. السؤال المنطقي الآن..ماذا أفعل هنا إذن.. والإجابة المنطقية تنقسم لعدة أجزاء.. أولا..أنني أعاني البطالة في الأيام الأخيرة..والأيام القادمة لن تختلف كثيرا..شيء يذكرني ببداية الامتياز في قسم النساء والتوليد..لذلك أحاول قضاء بعض الوقت في مستشفى الاستقبال حيث يقضي الأصدقاء هناك نوبتجيتهم في قسم الطواريء..لكن للحظ السيء , لايوجد أحد منهم هنا الآن.. الأمر الآخر..هو مللي من وجودي بالمنزل..حيث لاعمل لي هناك أيضا..وحيث أن هذه هي الوسيلة الوحيدة – ربما – للبعد عن الخلافات بيني وبين من هناك.. ربما هو السبب الأخير أساسا.. رغبتي أن أكون هنا..في هذا الوقت..في هذا المكان..وسط هذا الجو الموحي.. والاحساس بهذا الشعور الممض..أن هذه الأيام تمضي..ولاسبيل لتعويضها أبدا.. وربما يكون كل هذا ناتج عن تأثير القهوة التي تسبح الآن في دمي..وتجعلني أجلس هنا وسط الظلام المح

قسم الباطنة العامة - متفرقات 1

( بنك الدم ) 14 -6 – 2008 - 12:00 ظهرا.. عودة إلى حياة الفراغ من جديد.. حسنا.. أنا لا أعرف ماهي الحكمة من تواجد أطباء الامتياز لمدة عشرة أيام كاملة في بنك الدم.. ويقومون بالتبديل في الحضور كل ثلاثة أيام , ليكون العمل عليهم في ثلاثة نوبتجيات مختلفة.. لا أعرف أي فائدة نجنيها نحن..أو يجنيها القسم..أو يجنيها المرضى من تواجدنا هنا.. ماذا سنستفيد..وبماذا سنفيد.. ماذا سنتعلم إذن.. تركيب قربة الدم..؟! هل ذلك على أساس أنني سأقوم بفتح عيادة أستقبل فيها متبرعي الدم..وأقوم فيها باختبارات التوافق..ومعرفة الفصائل المختلفة للدم..وإجراء اختبارات الفيروسات السريعة كذلك..؟ نعم..وربما أعمل فيما بعد في هذا المجال..أحمل علبة المواد الخاصة بالتوافق , وبعض قرب التبرعات..وأبحث عمن يريد معرفة فصيلة دمه , أو التبرع ببعض الدم على أي رصيف.. وربما " تلعب البلية معي "..وأفتتح بنكا خاصا بالتبرع بالدم..!! حقيقة ستصبح قصة كفاح رائعة..!! ربما يهدفون هنا إلى تنمية مهارات التواصل مع الإخوة الممرضين والممرضات وفنيي المعامل.. أعتقد أن الفائدة الوحيدة لي هنا هي في حالة تعرض أحد المتبرعين للصدمة..أ

قسم الباطنة العامة - عناية القيء الدموي 5

10 – 6 – 2008 – 12:40 ظهرا.. يأبى اليوم الأخير أن يمر إلا بحدوث سخافة من قبل التمريض.. لقد تعودت أن أتجاهل هذه المواقف في حديثي.. لو التفتنا إليها لما صنعنا شيئا آخر.. هو شيء متوقع على أي حال من فئة هي في رأيي الحلقة الأضعف في النظام الطبي في مصر.. فئة غير مؤهلة , غير مثقفة , غير واعية , وغير مهتمة من الأساس.. الأغلبية على وجه التحديد.. على أي حال..لقد ألقى هذا الأمر بظلاله على الفئات الأخرى في ذات الحلقة..أبرزهم بطبيعة الحال الأطباء.. الذين من المفترض فيهم أن يكون إدراكهم بحالهم ومستواهم الاجتماعي أفضل كثيرا من الآن.. لا بأس.. إنه حال مجتمع بأكمله..ومن الطبيعي أن ينحدر الجميع إلى هذا المستوى المنحط..إلا بالطبع قلة معينة لاتزال تؤمن برسالة مقدسة.. مرة أخرى..لا بأس.. إنه اليوم الأخير هنا على أي حال.. وربما لا نعود مرة أخرى..

قسم الباطنة العامة - عناية القيء الدموي 4

9 – 6 – 2008 – 11:50 صباحا.. كنت قد أخذت على فكرة الموت..وتقبلت ما يثيره في نفسي من مشاعر الرهبة.. كنت قد أخذت على تجاهله..واعتباره زميلا - كما يقال - يمارس عمله كالآخرين.. كنت أظن ذلك.. لكنني كنت مخطئا.. هاهو يضرب مشاعري بقوة..بسخرية مقيتة.. يقول هاأنذا يا فتى.. لنمرح قليلا.. في هذا الصباح..أبى أن يمضي إلا وأن يأخذ معه أحد مرضاي.. نعم يا صديقي..مرضاي.. ماذا تسمي رجلا يرقد على سرير..أقوم بفحص علاماته الحيوية..أسحب منه عينات للتحليل.. أحضر له أكياس الدم لتعويض مايفقده.. أحدثه..أعرف أنه من مدينة قريبة تذكرني بذكريات الحياة القديمة.. حتى ملامحه..أرى فيها بعضا من صورة أبي..رحمه الله.. لقد مات مريضي.. ذهبت روحه إلى العالم اللانهائي.. مات مريضي.. ولم يعد في امكاني أن أفعل شيئا.. سوى الدعاء بالرحمة..

قسم الباطنة العامة - عناية القيء الدموي 3

8 – 6 – 2008 – 1:00 ظهرا.. في الحقيقة لا أدري سر نفوري منها..هذه الزميلة بالذات أشعر نحوها شعورا مضادة يجعلني أشعر بالضيق.. في الحقيقة أنا أشعر بالضيق من هذه المجموعة ككل..من الزميل المذكر الوحيد فيها..ومن الزميلات الثلاث الذين معي.. لكن هذه الزميلة تحديدا..لا أدري.. ربما لأنها واثقة في نفسها زيادة عن اللازم..ربما لأنها حازت موقعا متقدما جدا في الترتيب على دفعتنا الكريمة.. هذا لايشبه الحقد من قريب أو بعيد..فلتهنأ بما صنعت.. وهي في الغالب لن تحقق شيئا يذكر فيما بعد..ربما تكون سعيدة فقط أنها تنتمي لهيئة التدريس في هذه الجامعة ( التي أعتبر من العيب ذكر اسمها..ومن العار أن أحمله في شهادة تخرجي ).. وبعد ذلك ربما يسعدها الحظ و تتزوج.. تأتي بأطفال بؤساء لهذه الحياة..تأخذ إجازة تلو إجازة..ثم تكمل حياتها كأي ربة منزل محترمة.. سيصبح موقعها المتقدم ذلك ذكرى تنسحق تحت مطالب حياتها الجديدة.. مرة أخرى..فلتهنأ بما صنعت.. لكني لا أستطيع التخلص من هذا الشعور.. ربما هو تفوق عرقي أؤمن به..أو ربما هي عقدة قديمة.. وربما الأمر كله لايعدو بعض الغيرة..أقول بعض الغيرة.. في النهاية..!

قسم الباطنة العامة - عناية القيء الدموي 2

6 – 6 – 2008 – 1:20 ظهرا.. من المفترض أن أكون في صلاة الجمعة الآن.. لكن.. أود أن نتحدث قليلا..! *-*-* اليوم كنت وحيدا.. لم يأت أحد من الزملاء الأفاضل.. لا بأس..هذا أفضل.. في بداية دخولي من باب العناية..أدركت وجود العديد من المرضى يرقدون على الأرض , لنقص الأسرة..هذا شيء تعودت عليه..لكن من غير الطبيعي أن يتواجد الذباب بهذه الكثافة.. هذه مستشفى..بل وعناية فائقة..فهل يعقل هذا..؟أن يتواجد الذباب لدرجة أن أعجز عن عده..! وكأننا واقفين في حلقة لبيع السمك.. ثم يتساءلون من أين تأتي كل هذه الأمراض.. ياللسخرية.. *-*-* وهذا موقف آخر..حينما طلبت من الطبيبة المقيمة تركيب أنبوب أنف معوي ( رايل )..المريضة كانت حالتها مزرية للغاية..وترزخ تحت غيبوبة طويلة..ذهبت لأحضر الأنبوب..( نعم..هنا يذهب الطبيب ليحضر ما يريد ) وبمجرد أن عدت وجدتها قد ذهبت..إلى حيث لقاء ربها.. قاموا بتغطية وجهها بالملاءة.. حسنا..فليرحمها الله.. *-*-* مرة أخرى طلبت مني الطبيبة تركيب أنبوب آخر لمريض آخر..كان رجلا هذه المرة.. المفترض أن نقوم بتركيب هذا الأنبوب لعمل نوع من غسيل المعدة وتجهيز المريض لعمل المنظار الداخلي..لكشف ماإذا كان هذ

قسم الباطنة العامة - عناية القيء الدموي 1 مكرر..

2 – 6 – 2008 – 12:05 ظهرا.. القيء الدموي.. اللعنة الرهيبة التي تصيب وتتوطن أجساد بني وطني..لتصبح علامة مسجلة بإسمهم.. هو واحد من المضاعفات القاسية التي تصبح عبئا قاتلا على المريض إن عاجلا أو آجلا.. يتضافر مع ديدان البلهارسيا..والتليف الكبدي في المراحل الأخيرة..وبالطبع مع فيروسات الكبد المتنوعة..بالإضافة لقائمة طويلة من الأمراض المزمنة..تبدأ مع السكر ولا تنتهي بمرض الضغط المرتفع..كل هذا مع سوء التغذية والضغوط الحياتية التي يعاني منها هؤلاء..يصنع منهم وجبة رائعة لملك الموت يصعب تجاهلها.. معظم المرضى هنا من كبار السن..جيل الستينات والسبعينات الذين هم في الخمسين من عمرهم أو الستين الآن..هؤلاء أغلبهم أصيب بالبلهارسيا في سن صغير نسبيا..ترعرعت في أجسادهم..حولت الكبد لما يشبه قماشة مكرمشة..فتفصح عن نفسها بتضخم الكبد..نعم..لا تناقض في الكلمات.. تحوله لعبء على الرغم من أنه لايزال يعمل..ومن ثم يأتي دور دوالي المريء..التي تنفجر واحدة بعد الأخرى ليكون التبرز الدموي ومن بعده القيء الدموي.. الشيء الرائع في الأمر..أن من أفلت من هذا الداء الوبيل بتلقي علاج الطرطير في حقن زجاجية غير معقمة سقط في براثن ش

قسم الباطنة العامة - عناية القيء الدموي 1

2 – 6 – 2008 – 11:50 صباحا.. بداية أخرى غير.. تبا..! لقد سئمت هذه البدايات..!! كان الأمس هو اليوم الأول هنا..لكن نظرا لظروف خاصة , لم أستيقظ في الوقت المناسب من الصباح , ولم أستطع المجيء بالتبعية.. واليوم حضرت متأخرا بما يقارب خمسة عشر دقيقة..وبذلك قمت بالتوقيع في كشف التأخير.. الحقيقة أنني قمت بالتغيب في هذه الفترة حوالي أربع مرات – أكثر من أي شهر آخرمن الشهور الثلاثة الماضية – ناهيك طبعا عن التأخيرات المتكررة.. ماذا يحدث..؟! لا أعلم.. فقط الارهاق..الأرق..العجز عن الإستيقاظ في الوقت المناسب دوما.. حسسنا..إنها على أي حال بداية أخرى غير.. تبا..! مرة أخرى..؟!إن هذا لايطاق..!!

قسم الباطنة العامة - عناية السكتة الدماغية 2

27 - 5 - 2008 - 2:00 ظهرا.. وحيدا مرة أخرى.. هاأنذا أجلس هنا في غرفة العناية وحيدا لا أجد ماأفعله سوى الكتابة.. يبدو أنني في طريقى لأصبح كاتبا عظيما في يوم ما..! كنت قد بدأت هذه الدورة منذ سبعة أيام..لكن هذا هو اليوم الأول الذي أحضر فيه هنا فعلا.. لم أكن أضيع وقتي بالتأكيد..بل كنت أنهي بعض الأمور العائلية..والشخصية.. وكان الأخوة الزملاء يقومون بواجبهم خير قيام.. اللعنة.. لم يقم أي من هؤلاء الأوغاد بالحضور من الأساس..! بمناسبة حضوري اليوم..قررت أن أحتفل..والاحتفال عندي له مذاق خاص.. مثلا..قمت بسحب عينة من الدم من شريان..لأجل غازات الدم..كانت هذه أسهل عينة حصلت عليها على الاطلاق..قمت كذلك - ولأول مرة في حياتي - بتركيب أنبوب أنف معوي "رايل" لإحدى الحالات.. صحيح أنها انتزعته بعد فترة بسيطة لأن الممرضة اللطيفة لم تقم بتثبيته كما يجب..لكن لا بأس.. إنها " خطوة بسيطة " لي كطبيب.. لكنها " قفزة كبرى " للطفل الخائف بداخلي.. مع حفظ الحقوق الفكرية للأخوة رواد القمر أصحاب هذه العبارة الشهيرة..! *-*-* وحدي مرة أخرى كالمعتاد.. ولا توجد راحة مثل تلك لي الآن..

قسم الباطنة العامة - عناية السكتة الدماغية 1

22 – 5 -2008 - 2:00 ظهرا.. استيقظت من النوم بصعوبة.. بعد السهرة الطويلة الليلة الماضية في العناية العامة..الآن وصلت المستشفى وفي رأسي شيئ غريب.. " زفة بلدي " لو سمحتم لي في التعبير..! شيء يشبه مطرب شعبي صاحب صوت شاذ..يغني على إيقاع أغنية صاخبة..تصاحبه راقصة ضخمة..تقوم بحركات فظيعة..!! ياللهول.. إن الصورة بشعة فعلا..! قممت بالتوقيع في كشف الحضور..ثم ذهبت للجلوس مع الأصدقاء.. لم أجد في نفسي القدرة على الذهاب.. ربما بسبب الارهاق الذي أشعر به..ربما لأنني سأكون وحيدا بلا أصدقاء معي.. وربما لأن التوقيت سيء تماما.. حسنا.. أيا كان السبب..فلم أذهب.. وصدقني يا صاحبي.. لن يكون هناك فرق كبير لأشعر به..

قسم الباطنة العامة - عناية عامة tadwina-36685968-tadwina

22 – 5 – 2008 – 7:00 صباحا.. آخر ليلة أقضيها هنا..بعد أن أتممت أيام السهر..وربما يكون هذا اليوم هو الأخير على الاطلاق في هذا العناية.. غريب هذا الأمر.. أن تدرك أنك لن تعود لهذا المكان الذي قضيت فيه فترة من عمرك – طالت أو قصرت – ربما للأبد..والأغرب أن تنتبه أساسا لهذا الأمر..فكم من مكان يمضي بلا أثر يبقى.. حسنا.. ربما هو الحنين المجهول لشيء ما..الأمل أن أشعر بشيء ما.. ربما هو اليوم الأخير..والرغبة في تخليده في ذاكرتي..بكتابة شيء ما.. عن ماذا أكتب إذن.. ربما أتحدث عن بقية المآسي التي رأيتها هنا..عن السيدة التي تصرخ من الألم في بطنها, ولا فائدة من الدواء.. ربما أتحدث عن الذباب وباقي العائلة الحشرية هنا..سيكون سخيفا أن أتحدث عن الصراصير مرة أخرى.. ربما أكتب عن الرجل ذو القدم المتضخمة الذي لم يجد سريرا..ولم تسمح له حالته بالبقاء على الأرض.. أم أكتب قليلا عن السيدة المسكينة المتقدمة في العمر..التي فضلت الاستسلام لمصيرها..ورقدت على الأرض, في انتظار المجهول.. ربما أفضل أن أتحدث عن مأساة ن نوع آخر..عن ذلك الممرض الذي قابلته هنا..الذي أثار بداخلي الشفقة..الذي انتقل إلى هنا بعد التحويل من دراسة ف

قسم الباطنة العامة - عناية عامة 7 مكرر

18 – 5 – 2008 – 5:25 فجرا.. الشعور بالذنب لا يفارقني.. منذ اللحظة الأولى , وحتى الآن.. حينما جاءت السيدة تطلب طبيبا ليرى مريضها..المستلقي في العناية المجاورة..كان لديه ألم في بطنه.. كنت أجلس وزميلي في غرفة العناية العامة نتحدث.. طلبت منا أن نراه..لكننا لم نتحرك.. لم أتحرك أنا..واكتفى زميلي بإشارته نحو غرفة الطبيب المقيم.. و لماذا لم أتحرك إذن.. ربما لأن هناك ذلك الشعور البغيض الذي يحاصرني هنا.. العجز.. حتى لو قمت إليه ,ورأيته..فليس في يدي شيء.. لا علم..لا خبرة..لا قرار.. العجز..فقط العجز.. ربما كنت لأزيد الأمور تعقيدا.. لكني أقول لنفسي..ربما استطعت عمل شيء ما..ربما كان هناك سبيل ما.. ربما ليكون هناك فرق ما.. فقط..لو قمت إليه ورأيته.. أعود أقول لنفسي..لو.. ماذا تعني كلمة لو.. لم يكن بيدي أي شيء.. كل ما كنت سأفعله..هو إضافة المزيد من العذاب..المزيد من الألم.. وربما المزيد من الندم.. أنا متأكد من شيء واحد.. لقد خشيت على نفسي..خفت من التدخل لشأن المريض فينقلب الأمر على رأسي.. خفت من الاحمرار الذي سيعلو وجهي.. ومن المهانة التي ستلحق بي على الملأ.. لهذا اكتفيت برؤيتها تمضي مبتعدة.. قالت بأن

قسم الباطنة العامة - عناية عامة 7

18 – 5 – 2008 – 2:50 بعد منتصف الليل.. لم تبدأ السهرة بداية عادية.. لحظة أن دخلت, وبمجرد ارتدائي البالطو..كان السرير الذي يحمل الجسد المغطى يخرج من الباب.. قلت لنفسي..لا بأس..شيء عادي.. تمتمت بالرحمة.. *-*-* نادتني زميلة من غرفة عناية مجاورة.. كانت هناك حالة بحاجة للمساعدة..رجل متقدم العمر..وقد توقف قلبه عن العمل.. نادتني للمشاركة في محاولة انعاشه.. كانت هذه أول مرة أقترب لهذا الحد.. لكني – وياللعجب – أبعدت مخاوفي بسرعة..وبدأت محاولة الإنقاذ.. ضغط على الصدر..تنفس بجهاز الأمبو.. ضغط..تنفس.. بالتبادل كنت أفعل هذا وذاك..وكنت لا أملك الأمل كالمعتاد.. في هذه اللحظة..ناديت الله.. قلت يارب..يارب.. لحظات قليلة..وفوجئت بعودة النبض..! كانت هذه هي المرة الأولى لي..أن أرى أحدا يعود.. لكن لم تستمر العودة طويلا للأسف..دقيقتين فحسب..ثم ذهب إلى حيث كان.. أحيانا أظن أن ما يفعلونه في السينما , حيث يتوقف قلب المريض..ومن ثم يحاول الأطباء انعاشه..فتحدث المعجزة..ويعود المريض.. لقد تولدت لدي قناعة مضادة..و أصبحت الآن أتمنى أن تحدث المعجزة..ولو مرة