قسم الجراحة العامة - حوادث 2
2 – 8 - 2008 - 9:00 مساء..
صعدت اليوم لقسم الجراحة لأرى ماذا هناك..
قابلت الزملاء الذين من المفترض أنهم معي في هذه الفترة..جلست قليلا..
لاعمل هناك..بعض الحوارات الجانبية..ثم شعرت بالملل..
قررت النزول إلى حيث استقبال الطواريء..
كان الأمر في الأسفل فوضى شاملة..
الكثير من المرضى..والكثير من أقرباء المرضى..
تخيل لو أن هناك عشرة من المرضى ومع كل واحد منهم مابين اثنين إلى ثلاثة مرافقين..في مساحة ضيقة أصلا..
لك أن تتخيل إذن..!
في هذه اللحظات الفاصلة..لم يكن هناك أطباء كفاية في الاستقبال..ثلاثة من النواب ومثلهم تقريبا من أطباء الامتياز..يحملون مسؤولية جناحي استقبال الطواريء..رجال وسيدات..
الخلاصة أن الأمر كان أشبه بعش من الدبابير..
وبسبب هذا..وقعت في تلك الورطة..
حالة قادمة بجرح قطعي في القدم اليسرى..بين الاصبعين الرابع و الخامس..
رآه الطبيب النائب..وطلب مني – وأنا أمر بجواره بالصدفة – أن أقوم بخياطته..!
تبا..
ماهذا المأزق اللعين..؟!
أخذت تذكرة الدخول مكرها..وأخذت أبحث عمن يقوم بهذا الأمر نيابة عني..
أبحث عن أحد هؤلاء الأوغاد الذين كانوا يصطرعون من أجل الفوز بخياطة مثل تلك..
أين هم الآن..
لا أدري يا صديقي لماذا هذا الشعور بالنسبة للجراحة وأي شيء يتعلق بها..
مزيج من الاشمئزاز, والكراهية، وعدم الثقة, وعدم الرغبة..
ليس الأمر حسساسية مفرطة اتجاه الدم..بل هو اتجاه الجروح بالذات..وكأن عقلي يرفض تصديق أن هناك مايمكن أن يشوه هذا التناسق العظيم الذي أبدعه الخالق بجسم الانسان..
في النهاية..قررت أن أتم الأمر..كتبت متطلبات الخياطة علة تذكرة الدخول..
الابرة المعقوفة إياها..القطن.الشاش..المقص..الماسك..المخدر..
ونظرا لأن هذه المرة الأولى..فقد..
آه..حسنا..لن أدخل في التفاصيل..رحمة بأعصابك..وأعصابي..من تذكر هذه التفاصيل المؤلمة..
بالنسبة للمريض طبعا..!
فقط..يدي كانت ترتجف..وأوشكت الإبرة أن تفلت أكثر من مرة..ويبدو أنني – على سبيل المزاح بالتأكيد ! – قد قمت بحقن المخدر بشكل غير صحيح..ولذلك ظل الرجل ينتفض كلما أولجت الإبرة الرهيبة في جلده..
فليسامحني الله..!
لكن – وأرجو أن يكون ذلك عذرا كافيا – كان الجرح في مكان سخيف للغاية..ويتخذ شكلا دائريا صعبا..
لن نتحدث عن المقص الذي لا يعرف وظيفته على مايبدو..والماسك الذي ينفتح من تلقاء نفسه..واختفاء البلاستر الطبي في ظروف مريبة..
بكل المقاييس كان الأمر كارثة..!
في الحقيقة – وليس هذا فخرا – أن هذه أبشع خياطة رأيتها على الااطلاق..
فليسامحني الله..!!
مازاد الطين بلة..هو وجود طبيبة بجواري..لمساعدتي..الأمر الذي لم يساعدني كثيرا على ما أعتقد..وأحمد لله أنها كانت منتقبة..وإلا كنت قد رأيت في ملامح وجهها ما شعرت به في صوتها..
ماعلينا..الحمد لله..
انتهى الأمر - فيما مايبدو – على خير..!!
تعليقات
إرسال تعليق