مشتول السوق..وحدة الصحافة.21

مشتول السوق..
وحدة الصحافة..
17 – 1 – 2010  -  10:00 صباحا..
ادور في فلك الاكتئاب كجسيم فضائي فقد اتجاهه، فصار يتخبط في الفضاء الواسع..
حتى صار ما يرجوه هو الاصطدام بأي كوكب سيار..ثم الفناء..
هذا هو ما أصبحت عليه..
*-*-*
عودة بعد مايقرب من عشرة أيام غياب..
تعب..وسفر..ومشقة بالغة..ورغبة لا متناهية في عدم مغادرة السرير..
لم أكن أرد على الاتصالات على هاتفي المحمول..
"هذه الأيام السعيدة التي بدأت تلك العادة في التأصل لدي.."
لم يكن لي اي صلة بما يحدث هنا..
عندما عدت..لم أدرك أنه قد فاتني بعض الأشياء المثيرة..
تأمل معي يا صديقي..
جاء تفتيش من الوزارة..ويبدو أنه من توابع زلزال زيارة ذاك المفتش من الجهاز المركزي للمحاسبات..
التفتيش المنتظر الشبيه بمنظر الخاتمة في أي مسلسل قميء..
حيث يلقى الأشرار عقابهم الأسطوري..ويصبح الأنقياء الأخيار سعداء..
ولأن هذا فيلم هابظ للغاية..فلم تكن النهاية لتأتي مغايرة أبدا..
لن يحدث –في الغالب- أي شيء..
بضع جزاءات لبضع عاملين..
ثم ينتهي الأمر..
ألم أقل لك أن الأنقياء سيكونون أسعد حالا بكثير..؟
*-*-*
لم يمسني ذلك بسوء على أغلب الأحوال..
سيقومون بالتشطيب علي في دفتر الحضور والانصراف..
ثم تحقيق ما..ثم جزاء ما..يضاف لملف خدمتي..
الحقيقة أنني أفكر أنهم ربما يضطرون لعمل ملف خدمة آخر لمواجهة الجزاءات المتكاثرة كالباكتيريا..
ربما يطلقون عليه "ملف خدمة الطبيب أحمد صلاح الدين-الجزء الثاني"..
راقت لي الدعابة فاطلقت عدة ضحكات..
لا بأس..
هذا لن يكون شيئا بجوار ملفات الفساد التي يعبأ بها هذا المكان القميء البغيض..
*-*-*
حتى ذلك الشيطان الشاب الصغير لم يعد يأتي..
أم أنني الذي لم أعد أراه..؟
في كل الأحوال هو شيء صغير محظوظ لأنه أفلت من هذا الجحيم..
*-*-*

شيء أخر سعيد في تاريخ الوحدة الرائع..
سرقة مخزن العهدة..
ومخزن العهدة ذاك يقع في مقر الوحدة القديم..
أتذكره..؟
الفناء الواسع..النجار الذي يخزن قطع أشجاره به..الأوراق المتناثرة..الدور الثاني المغلق بقفل بسيط رمادي اللون..
هناك..يقع مخزن العهدة..
هو منطقة مهجورة ربما..لكنها ليست مقطوعة تماما..
هناك من يعرف المكان..هناك من يتشاركه..هناك من له يد في السرقة..
هناك من سهل الأمور..هناك من تعاون..هناك من تلقى نصيبه..
لا تقل لي في النهاية أرجوك أنهم أبرياء..
اللعنة على هذه البراءة التي يرتديها الجميع هنا..
هناك منطق: الاستحلال..استحلال أموال الحكومة الظالمة..
أو بمعنى أقرب..السرقة من سارق..
الحكومة تسرق أموال الشعب..ونحن من الشعب..فلا ضير أن نسرق جزءا من حقنا..
في النهاية الكل مستفيد..
الكل سعيد فيما يبدوا..
فيما عدا طبيب شاب صغير السن..وغريب الأطوار..
يعيش في عالم مثالي تملأه الأوهام..
لكن لا أهمية لذلك يا صديقي..
لا أهمية لذلك..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قسم الجراحة - حوادث 3

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..17

مستشفى الأطفال..8