أطباء بلا حقوق..1 (ج3)
"تدوينة مجمعة - بداية قصتي مع مجموعة أطباء بلاحقوق"
من 16 مارس وحتى 30 مارس 2010
القاهرة..
حديقة اتحاد المهن الطبية..
الثلاثاء 30 – 3 – 2010 - 2:00 ظهرا..
الاجتماع الثاني مع أطباء بلا حقوق..
لم يختلف الأمر كثيرا عن اجتماع المرة الفائتة..
كان محور الاجتماع هذه المرة هو التصويت على قرارات خاصة بالعمل في الفترة المقبلة..إزاء تعنت مجلس النقابة..وتجمد العمل النقابة..وفي نفس الوقت إزاء المشاكل المتفاقمة الآن بين الأطباء..
كنا أقرب لعشرين شخصا..حول مائدة مستديرة..
الحق أنني كنت سعيدا ومندهشا لأنني انضممت بهذه السرعة لدائرة متخذي القرار..
هم لم يعرفونيي أكثر من لقاء عابر مرة أو مرتين فقط..وبالرغم من هذا أجلس وسط الناس..وأتخذ القرار..شأني شأن د.منى ود.بكر ود.رشوان..والآخرين..
هنا شعور متضارب..
شعور بالأمان..إذ أن مجموعة بهذه السذاجة ليس من المعقول أن تمارس عملا سريا ما..
وشعور بالخطر..إذ أن مجموعة بهذه الحماقة تسعى لأن يكون لها دور فعال في تغيير الأمور في النقابة مستقبلا..!!
لا بأس..
كل شيء سيتضح فيما بعد..
*-*-*
طرحت فكرة الاضراب..
وهي فكرة غير مجدية من وجهة نظري -في تلك الأيام- على الإطلاق..وربما تكون مؤذية..
كنت أرى مدى السخافة حين يضرب الأطباء..كيف يعقل ذلك..؟
مستحيل نظريا وأخلاقيا أن نترك أعمال الطواريء في الاستقبال والرعاية والعمليات بدون رعاية طبية..ولو لوقت محدد..
لذلك تم تحديد موقف المجموعة بشكل أساسي..
سيكون الاضراب مقتصرا على العيادات الخارجية..وهو نوع من أنواع الاضرابات الجزئية المقننة..
لكنه مرة أخرى- يخلو من أي منطق..
كل ما سأفعله هو التأجيل للحالات القادمة للعيادة..
الفكرة التي طرحت هو الإضراب الرمزي في العيادات لمدة يوم واحد فحسب..وعلى ما أذكر لمدة ساعتين..وهي ذات الفكرة التي عرضت في الجمعية العمومية..
فكل ما سنفعله هو تأجيل أعمال اليوم ليوم الغد..مع مضاعفة الأعداد القادمة لصرف العلاج..ومضاعفة الجهد.والإجهاد الذي سيتعرض له كلا الطرفين..
الطبيب والمريض..
لن يتفهم أحد الموقف..بالنسبة لهم نحن مجموعة من الأوغاد الذين يطلبون المال بجشع مقطع النظير..ولو على حساب رقابهم..
تحدث شخص ما –لا أذكره الحقيقة- هنا عن أهمية التحدث مع الأهالي..ومع المرضى..ومع باقي الفريق العلاجي حول معنى الاضراب أصلا..وعن ماهيته..وهذا كفيل بزيادة الوعي تدريجيا لدى الأهل..وسيجعل انضمامهم إلى الحركة الاحتجاجية مجرد وقت..
تعريف المواطن العادي بأهمية أن يتلقى مقدم الخدمة أجرا عادلا كفيلا بإنهاء معاناة كل الأطراف..كجزء من حل للمشكلة الخاصة بتدني الخدمات الصحية في مصر..
فيما بعد..سأعرف كلمة مهمة في مجال عملي..PSYCHOEDUCATION..
أنت تجلس مع المريض لو كان مستبصرا بمرضه..ومع الأهل..وتبدأ في التحدث إليهم عن المرض..وعن الأعراض المنذرة..وعن علاجه..وعن دوره ودورهم..وعن تقبل المرض..إلخ..
أنت ترفع وعي المريض ومن خلفه المجتمع المحيط به ليساعدك في علاجه..
وهنا نفعل نفس الشيء..أنت ترفع وعي الناس حول كل الأمور المتعلقة بالصحة..والتي منها زيادة الإنفاق الصحي..وأجور عادلة..ومستشفيات آمنة..
كنت أسمع الكلمات فتتحرك الأمور برأسي سريعا..هذا كلام معقول..
لكن تظل الوسيلة غير فعالة..
كيف ستحمل كافة الأطباء في كافة المستشفيات على الإضراب الجزئي وليس معك مجلس نقابة يعضد موقفك..؟
كيف والأطباء يتفرق دمهم بين مراكز تقديم خدمة صحية مختلفة..وتنتمي لهيئات متباينة في التوجه والانتماء..؟
ليس هناك سلطة سوى سلطة ضئيلة للغاية على مستشفيات الجامعة..والمراكز البحثية..ومستشفيات الجيش والشرطة..وغيرها..
دعك من أن هذا يدفع في دائرة الشك..ماذا عن المستشفيات الخاصة التي ربما ستجد هذا الأمر فرصة سانحة لها لا تقبل النقاش..؟
الحق أنه لدي تساؤلات كثيرة أود أن أعرف عن إجابتها..وكنت أود لو يتحدث فقط ن لديه إضافة أو توضيح ما..وأن يصمت الباقون..لا أن يتحدث الكل..
وخاصة من يتحدث بحماس منقطع النظير عن اللا شيء..!!
*-*-*
وهي فكرة غير مجدية من وجهة نظري -في تلك الأيام- على الإطلاق..وربما تكون مؤذية..
كنت أرى مدى السخافة حين يضرب الأطباء..كيف يعقل ذلك..؟
مستحيل نظريا وأخلاقيا أن نترك أعمال الطواريء في الاستقبال والرعاية والعمليات بدون رعاية طبية..ولو لوقت محدد..
لذلك تم تحديد موقف المجموعة بشكل أساسي..
سيكون الاضراب مقتصرا على العيادات الخارجية..وهو نوع من أنواع الاضرابات الجزئية المقننة..
لكنه مرة أخرى- يخلو من أي منطق..
كل ما سأفعله هو التأجيل للحالات القادمة للعيادة..
الفكرة التي طرحت هو الإضراب الرمزي في العيادات لمدة يوم واحد فحسب..وعلى ما أذكر لمدة ساعتين..وهي ذات الفكرة التي عرضت في الجمعية العمومية..
فكل ما سنفعله هو تأجيل أعمال اليوم ليوم الغد..مع مضاعفة الأعداد القادمة لصرف العلاج..ومضاعفة الجهد.والإجهاد الذي سيتعرض له كلا الطرفين..
الطبيب والمريض..
لن يتفهم أحد الموقف..بالنسبة لهم نحن مجموعة من الأوغاد الذين يطلبون المال بجشع مقطع النظير..ولو على حساب رقابهم..
تحدث شخص ما –لا أذكره الحقيقة- هنا عن أهمية التحدث مع الأهالي..ومع المرضى..ومع باقي الفريق العلاجي حول معنى الاضراب أصلا..وعن ماهيته..وهذا كفيل بزيادة الوعي تدريجيا لدى الأهل..وسيجعل انضمامهم إلى الحركة الاحتجاجية مجرد وقت..
تعريف المواطن العادي بأهمية أن يتلقى مقدم الخدمة أجرا عادلا كفيلا بإنهاء معاناة كل الأطراف..كجزء من حل للمشكلة الخاصة بتدني الخدمات الصحية في مصر..
فيما بعد..سأعرف كلمة مهمة في مجال عملي..PSYCHOEDUCATION..
أنت تجلس مع المريض لو كان مستبصرا بمرضه..ومع الأهل..وتبدأ في التحدث إليهم عن المرض..وعن الأعراض المنذرة..وعن علاجه..وعن دوره ودورهم..وعن تقبل المرض..إلخ..
أنت ترفع وعي المريض ومن خلفه المجتمع المحيط به ليساعدك في علاجه..
وهنا نفعل نفس الشيء..أنت ترفع وعي الناس حول كل الأمور المتعلقة بالصحة..والتي منها زيادة الإنفاق الصحي..وأجور عادلة..ومستشفيات آمنة..
كنت أسمع الكلمات فتتحرك الأمور برأسي سريعا..هذا كلام معقول..
لكن تظل الوسيلة غير فعالة..
كيف ستحمل كافة الأطباء في كافة المستشفيات على الإضراب الجزئي وليس معك مجلس نقابة يعضد موقفك..؟
كيف والأطباء يتفرق دمهم بين مراكز تقديم خدمة صحية مختلفة..وتنتمي لهيئات متباينة في التوجه والانتماء..؟
ليس هناك سلطة سوى سلطة ضئيلة للغاية على مستشفيات الجامعة..والمراكز البحثية..ومستشفيات الجيش والشرطة..وغيرها..
دعك من أن هذا يدفع في دائرة الشك..ماذا عن المستشفيات الخاصة التي ربما ستجد هذا الأمر فرصة سانحة لها لا تقبل النقاش..؟
الحق أنه لدي تساؤلات كثيرة أود أن أعرف عن إجابتها..وكنت أود لو يتحدث فقط ن لديه إضافة أو توضيح ما..وأن يصمت الباقون..لا أن يتحدث الكل..
وخاصة من يتحدث بحماس منقطع النظير عن اللا شيء..!!
*-*-*
قرب نهاية الاجتماع كنت أحاول أن أجد مخرجا..
لا يجب أن نحصر أنفسنا في هذا الطريق فحسب..
يجب أن نبحث عن حل آخر –لا أعرف عنه شيئا حاليا..
لأنه ستأتي أيام عصيبة فيما يبدو..وستكون فكرة الإضراب الجزئي فكرة غير ناجحة لهذه الدرجة..
وحينها سنكون محاصرين بالفشل من كل جانب..
وأنا لا أحب الفشل يا صديقي..
لا أحب الفشل..
لا يجب أن نحصر أنفسنا في هذا الطريق فحسب..
يجب أن نبحث عن حل آخر –لا أعرف عنه شيئا حاليا..
لأنه ستأتي أيام عصيبة فيما يبدو..وستكون فكرة الإضراب الجزئي فكرة غير ناجحة لهذه الدرجة..
وحينها سنكون محاصرين بالفشل من كل جانب..
وأنا لا أحب الفشل يا صديقي..
لا أحب الفشل..
تعليقات
إرسال تعليق