مشتول السوق..وحدة المنير.38

مشتول السوق..

وحدة المنير..

4 – 10 – 2009  -  12:30 ظهرا..
انتهى الاجتماع منذ بضع دقائق..
سأكتب عنه بعض قليل..حين فقط أتمالك نفسي..
وأتوقف عن الضحك..!

*-*-*

المدارس قادمة..
ستنتهي الأجازة الصيفية..وسيعود الأطفال المشردون من منازلهم..ليتعلموا المزيد من التشرد هنا..

لكن هناك ذلك البعبع المريع..
انفلونزا الطيور..وشقيقتها انفلونزا الخنازير..

لذلك كالمعتاد..ولاننا دولة متحضرة..تقوم بواجباتها اتجاه النشء..فقد اتخذت الإدارة الحكيمة..بناء على تعليمات المديرية الأكثر حكمة..بناء على توجيهات قطاع الطب الوقائي في الوزارة الذي تفيض بالحكمة..بناء على توجيهات السيد الوزير المبجل..حكيم هذا الكون كله..
بناء على كل ماسبق..كان القرار..
ينتشر الأطباء ومن يعاونهم  من فريق العمل..من حكيمات وممرضات بالانتشار في جميع أنحاء القرية ومايتبعها من عزب ونجوع وكفور وما إلى غير ذلك..وحصر كافة المدارس والمعاهد والحضانات والكتاتيب الحكومية منها والخاصة..وإعداد قائمة بها وذلك لعمل برنامج توعية عن المرض..أسبابه..طرق انتقاله..حضانته..اكتشاف مبكر للعدوى..وكيفية الوقاية منها..

وبذلك يتم مصاحبتنا بأحدث الطرق العلمية للمكافحة والوقاية..
بوسترات..يتم تعليقها في كل مكان..مع الحفاظ عليها لأنها ستستخدم في جولات أخرى..

يجب حصر كل هذه الوحدات..ثم يجب المرور عليها جميعا..ومتابعة كافة الأنشطة التي تهدف لكبح جماح هذه العدوى القاتلة..ورصد أي مخالفات بيئية تعلق بهذا..
طبعا كان هناك وقت مخصص للتهديد والوعيد لكل من يخالف كل هذه التعليمات..

تتدرج من الخصم والنقل..مرورا بتقطيع اليدين والقدمين من خلاف -وربما أعضاء أخرى لا فائدة منها- ووصولا إلى الصلب على باب الوحدة الصحية التابع لها..لكي تكون عبرة لمن يعتبر..
ومن ثم تظهر صورتك في صفحة الحوادث..مع تحليل نفسي لشخصية الطبيب السفاح القاتل المتسلسل..

الذي ارتكب الجريمة بسبب تأخر سن الزواج عند الشباب..

*-*-*

يقول مدير الإدارة/وحكيمها:

"اربط القرد مطرح مايقول صاحبه.."

ساعتها أقول في سري ساخرا:

لو خلقنا الله قرودا..لكان لنا نفع لأصحابنا أكثر مما نحن فيه الآن..!!

فيما بعد..فيما بعد ذلك بوقت ما..
سيتخذون قرارا عبقريا بتأخير العودة للمدارس..سيأخرونه أسبوعا..ثم بضعة أسابيع..وشهرا..ثم بضعة شهور..

حتى تلتهم الأجازة النصف الدراسي الأول من العام..

لا بأس..

القرارات العظيمة يستتبعها تضحيات عظيمة..
لاتنتهي غالبا..