قسم النساء والتوليد - حوادث 5 مكرر آخر..
5-4-2008 .. 04:55 فجرا..
تخيل مدى بشاعة الألم الناتج عن عدم قدرتك على إفراغ مثانتك..
تصور – لو إحساسك مرهف - أنك ترى ذلك الألم..
أنك تسمعه..
كنت لا زلت في استقبال الطوارئ ، عندما رأيته..
ساقطا على الأرض..يتقلص وجهه من شدة الألم..
يصرخ عاليا..وبجواره أحد أقاربه يحاول أن يسانده بلا فائدة..
كان آتيا في عربة الإسعاف ،من بلدة بعيدة..بعد أن تلقى علاجا خاطئا على الأرجح..
الساعة كانت الرابعة فجرا تقريبا أول ما رأيته..
كلن رأي طبيب الجراحة المقيم هو استدعاء النائب من قسم المسالك البولية ، ومحاولة استخدام قسطرة بولية لإفراغ المثانة..
لم نستطع إدخال القسطرة..حاول زميلي..ثم حاول طبيب الجراحة المقيم..
لا فائدة..
الأمل الآن في طبيب المسالك..
قام التمريض بمحاولات استدعاء الطبيب..
اتصالات على تليفون القسم..على المحمول..
لا مجيب..
والرجل ما زال يصرخ..يستعطف من حوله..
مرت ثلث ساعة..ذهب عامل ليحضر الطبيب من القسم.. ومرت عشر دقائق أخرى..
ثم أتى العامل يبشرنا بمقدم الطبيب من ورائه..
ومرت عشر دقائق أخرى..قبل أن يأتي الطبيب ، ويتعامل مع الحالة..
أربعون دقيقة تقريبا منذ أن أتى المريض ، إلى أن أتى الطبيب..
أربعون دقيقة من الألم والعذاب..
أيا كان السبب الذي تسبب في تأخير العلاج للمريض المسكين..
سواء أكان الطبيب نائما..سواء كان وحيدا في القسم هناك..
سواء نقص الخبرة لدى طبيب الاستقبال..سواء تأخر التمريض في استدعاء النائب..
سواء انهيار النظام الإداري ككل..
فنحن كلنا نتحمل المسؤولية عن أمر كهذا..
ونحن كلنا سنحاسب حسابا يقينا..
يوما ما..
تعليقات
إرسال تعليق