مستشفى العباسية..وحدة السيدات المطورة..21

القاهرة..
مستشفى العباسية..وحدة الطب الشرعي..
الخميس: 14 أكتوبر 2010  -  9:30 مساءً..

أهلا بك يا صديقي في وحدة الطب الشرعي بمستشفى العباسية..
هذا سجن صغير يليق بك..
*-*-*

عدت للمستشفى من تلك الشقة المستأجرة..لحضور النوبتجية اليوم..
ألم أخبرك أن لدي شقة صغيرة..؟
لا بأس..سأحكي عنها في قصة منفصلة..لكن دعنا اليوم نتحدث عن نوبتجية سعيدة في الطب الشرعي..
*-*-*

أمشي في الشارع الطويل..بين سورين متوسطي الارتفاع..
هناك بضع شجرات عملاقة تتناثر على الجانب الأيمن..ورصيف ممتد على الجانب الأيسر..
خلف السور على الجانب الأيمن قد تستطيع أن ترى أطراف أشجار كبيرة تطل فروعها من فوقك..لكنك لا ترى الجذوع..هذه الحديقة تراها على الطريق من فوق أسوار حديدة..يبدو أنها كانت تتبع المستشفى حتى تم فصلها في وقت ما..
خلف السور على الجانب الأيسر..توجد أقسام وحدة السيدات المطورة..
متى بنيت هذه الأسوار..؟
سأقابل أحد يوما ما وأسأله..
وسأعرف الإجابة..
*-*-*
كان هناك من قابلني في الطريق..عند المباني الجديدة..وأنا أبحث عن النائب الإداري لهذه الليلة..
في السكن..قالوا لي في السكن..
لذا..كنت متجها لهناك..حين قابلت د.خالد زكي..
أخبرته أنني الطبيب النوبتجي في وحدة الشرعي..وأنني أبحث عن الطبيب النائب الإداري..
ابتسم ابتسامة خفيفة..وأشار إلى الطريق إلى وحدة الطب الشرعي..
أخبرني أنه سيصطحبني إلى هناك..
*-*-*

قرب نهاية السور..توجد مساحة منبسطة على الجانب الأيمن..يتبعها مبنى ذو طراز معماري رائع..
الجدران المستطيلة التي تحمل سقفا مرتفعة..والنوافذ الواسعة التي تصل الأرضية بالسقف..وذلك النمط المميز أعلاها..شبه المستطيل..
ذات الطراز المعماري الذي تجده في عمائر وقصور وسط المدينة..القاهرة الخديوية..
يرتفع لطابقين..وبمساحة خلفية واسعة..تحوطه أشجار متناثرة..

(سأعرف أن هذا هو مبنى المسجد القومي للصحة النفسية)

على الجانب الأيسر يمتد شارع آخر..لا أعرف لأين يذهب الحقيقة..
في الواجهة..هناك مبنى من طابق واحد..لا أستطيع تمييزه..خلف سور متوسط الارتفاع أيضا..تتوسطه بوابة..
يمتد السور ليصل لوحدة الطب الشرعي..
أرى الكلمات المعلقة هناك بأحرف كبيرة لامعة..وأسوار عالية مبنية بالطوب ويعلوها أسلاك حديدية..
عند الركن يوجد برج مراقبة..ويوجد آخر يقابله على الجانب اللآخر..
أخيرا يا صديقي..
مرحبا بك من جديد..
*-*-*

ندخل من البوابة..نتجه للداخل..
غرفة جانبية ضيقة قليلا..
هناك نقابل طبيبة..د.وفاء..وطبيب آخر..(د.جبريل؟) وبعض الممرضات..
أخبرهم أنني الطبيب النوبتجي..
ترد علي الطبيبة قائلة: "ياه..أخيرا ظهرت يا دكتور أحمد.."
لا أفهم ما تتحدث عنه..فقط ابتسم ابتسامة بلهاء تليق بالموقف..
تعود لتخبرني أنه "إنت ربنا سترها معاك الشهر اللي فات.."
لا بأس..الابتسامة البلهاء تلعب دورها من جديد..
لا مبرر يا صديقي للحديث عن عدم المعرفة..عن الجدول الذي يرد فيه اسمك بالخطأ..أو بالصدفة..أو بأي شيء آخر..
لا مبرر..لأنك عرفت اليوم الأخير ولم تحضر..
 اصمت..ودع الأمر يمر..
*-*-*

لم يكن هناك بد من الحضور في النهاية..
هذه مسؤوليتك الآن..ستبيت ليلة هنا..وستمر..
ثم أنك بحاجة لبعض المال..
ثم إن هذه خبرة جديدة نكتسبها..
ثم إنك ليس لديك شيء آخر تفعله..
صحيح أنك لا تدري لم أنت هنا..ولا ماذا ستفعل في حالة أي طاريء..في ظل مكان كهذا له استحكامات خاصة..
لا بأس..
ربنا سترها معايا..سيكملها هذه الليلة بالستر على ما أدعوه..
إذن..نحن هنا..لنجعلها ليلة هانئة..