مستشفى العباسية..وحدة السيدات المطورة..20

القاهرة..
الجمعية المصرية للطب النفسي..
الخميس: 10 أكتوبر 2016  -  1:00 ظهرا..

أخيرا اهتديت للمكان..
أمر على هذا المكان في طريقي ذهابا وإيابا..ولم أكن أدركه..
أقف أتأمل اللافتة المعلقة في الدور العاشر..
الجمعية المصرية للطب النفسي..
أخيرا..!!
*-*-*

منذ عدة أيام رأيت الإعلان المعلق عند دفتر الحضور والانصراف..
إعلان عن محاضرات نصف شهرية..ليومين متتالين..لثلاثة أشهر..تتضمن موضوعات الطب النفسي بأكملها..
شيء في منتهى الروعة..
أنا وجدت ما كنت أبحث عنه منذ زمن..محاضرات دورية..ومستمرة..وموضوعات الطب النفسي كلها..
هل تتخيل الأمر..؟
لم لايكون ذلك بالمستشفى..؟ لم لم يكن جزءا من التدريب الخاص بنا..؟
لا بأس..هذه المحاضرات ستكون طريقا أمثل في هذه الفترة من حياتي..
*-*-*

سألت عن مقر الجمعية قبل موعد المحاضرة في الأسبوع الأول..
لم يكن أحد يعرف أين هي على وجه التحديد..
بحثت عليها في الانترنت..موقعها لا يتضمن الكثير من المعلومات..مجرد صفحة بدائية لا تعطي أي معلومات سوى اجتماع في مقر النقابة العامة للأطباء في القصر العيني..
لسبب ما فهمت أن المحاضرات ستكون في مقر الجمعية في النقابة العامة في شارع القصر العيني..
وفي اليوم المحدد للمحاضرة..يوم الأربعاء الفائت..ذهبت إلى هناك..
وحين وصلت..سألت عن المحاضرات..فلم يكن هناك أي حد يفهم ما أريده..
بعضهم أشار إلى مقر الأطباء العرب..والبعض أشار لمقر الجمعية المصرية المغلق منذ سنين طويلة..
هناك من أشار إلى جمعية بالدور السفلي للنقابة..حين ذهبت هناك..وجدت مقر الجمعية المصرية لأمراض الصدر..
لا..بالتأكيد ليس هذا الأمر..
في النهاية..شعرت باليأس..
وذهبت لحال سبيلي..
*-*-*

في الأسبوعين التالين..وجهت أسئلتي للزملاء في المستشفى عن مقر الجمعية المصرية للطب النفسي..لحضور المحاضرات..
طبعا كانت الإجابة بالتحديق في وجهي..وسؤالي عن ماهية المحاضرات..
لم يكن أحد يعرف مقر الجمعية فضلا عن المحاضرات أصلا..
لماذا لا يقرأ أحد الإعلانات المعلقة على الجدران..؟
وأخيرا..في مرة من هذه قابلت د.نهلة نور الدين –مدير التدريب في تلك الأيام- عند دفتر الحضور والانصراف..
هل كان ذلك ظهرا..؟ ربما..
حين سألتها..أخبرتني أخيرا بالمكان..
يا ألله..هل كانت بهذا القرب..؟
عمارات الملتقى..قرب ميدان العباسية..!!
ألم يكن هذا أكثر منطقية..؟!
*-*-*

لسبب ما..لم أستطع أن أذهب يوم الأربعاء..لكني تمكنت من الخروج من المستشفى يوم الخميس..بعد توقيعي في دفتر الحضور والانصراف..
صعدت لمقر الجمعية في الدور العاشر..
شقة متوسطة المساحة..والمكان المخصص للمحاضرة هو صالة بعرض ثلاثة أمتار في خمسة أمتار تقريبا..تتوسطها مائدة بيضاوية مخصصة للاجتماعات..وحولها تتناثر كراسي وثيرة..
تعرض المحاضرة على الحائط..
الموضوع كان استكمالا للموضوع بالأمس..طب نفس الأطفال والمراهقين..
المحاضرة الأولى كانت تلقيها أستاذ بجامعة القاهرة..والمحاضرة الثانية كانت تلقيها أستاذ في جامعة الدمرداش..
لم يكن الحضور كثيفا..أعداد لا تتجاوز اليدين..
بين المحاضرتين كانت استراحة للقهوة وتناول بعض المعجنات الخفيفة..
في نهاية المحاضرتين سألني موظف هناك عن ما إذا كنت حضرت بالأمس..أجبت بالنفي..
فأخبرني أنه لن يمكنني الحصول على شهادة بالحضور..
شهادة..؟
للأسف..؟
لا أستطيع أن أفهم حقا..
هؤلاء القوم يهتمون لأمر أشياء غريبة..!
*-*-*

انتهينا..ونزلت للأسفل..
المفترض أن هناك توقيع للانصراف..لكن..لم سأذهب للمستشفى..؟
فليذهبوا للجحيم..
ابتعت شطيرتين..وذهبت إلى الشقة الفخيمة لأستريح بعض الوقت قبل موعد النوبتجية..
هذه أيام عظيمة يا صديقي..

صورة من النافذة - مقر الجمعية المصرية

صورة أخرى من الانفذة - مقر الجمعية المصرية