مستشفى العباسية..وحدة السيدات المطورة..17

الزقايق..
المنزل..
الخميس: 30 سبتمبر 2010 – بعد منتصف الليل..

كان من المفترض أن يكون العنوان كالتالي: "القاهرة – م.العباسية..وحدة الطب الشرعي..بعد منتصف الليل.."
وحدة الطب الشرعي..؟
أقد أخبرتك سابقا أنني اكتشفت اسمي في جدول النوباتجيات مؤخرا..؟
في جدول نوباتجيات شهر سبتمبر 2010..اكتشفت ذلك في نهاية الشهر بالصدفة البحتة..!!
هل أخبرتك ذلك..؟
لا..؟ ليكن..لا يهم..
*-*-*

المفترض أن أكون "هناك"..لكن بدلا عن ذلك أنا "هنا"..
حين أخبرني زميلي بالمستشفى في بداية الشهر أن اسمي قد يكون في الجدول..ويجب أن أتأكد من ذلك لأن اسمه قد ورد سابقا..
مالذي ذكرهم بي..؟
لم اسمي ورد هذه الأيام دونا عن الأيام السابقة..؟
فكرت أن ذلك قد يعود إلى أن القائمين على الأمر قد يعطونا الفرصة لبعض الخبرة التي تتراكم هنا..قبل أن نأخذ تلك النوباتجيات..
لكن المشكلة ما هي هذه الخبرة أصلا..؟
تعلمت أشياء محدودة جدا في هذه الفترة..والحقيقة أن الأمر يعود معظمه إلى بعض الوقت الذي قضيته في مستشفى خاصة..والتي أيضا لم تسمح بالكثير..حيث كنت محكوما في النهاية بتدخل الاستشاري صاحب الحالة أو بمدير المستشفى..ولم أمتلك الكثير من الجرأة لإعطاء أدوية طواريء للمرضى بدون خذ رأي أحد..
فما السبب إذن..؟

(فيما بعد سأدرك قصة "المواسم"..لكن لذلك وقته الذي سنتكلم عنه في حينه..)
*-*-*

ذهبت إلى الجدول المعلق في لوحة معلقة عند غرفة الحضور والانصراف..بحثت عن اسمي في وحدة السيدات المطور التي أعمل بها..
في هذا الوقت كان هذا هو الأكثر منطقية..بالتأكيد اسمي لن يرد في أي وحدة لا أعمل بها..
هناك قسمين في وحدة السيدات المطورة..أ و ب..كل منهما يضم بعض الأقسام..
بحثت على طول الشهر..ولم أجد اسمي..
لا بأس..ربما أن زميلي قد استلم في وقت مبكر عني..لذا ورد اسمه..
ربما سيرد اسمي الشهر القادم..لم أهتم بقرءة الباقي..
وكان ها خطئا فادحا يا صديقي..
*-*-*

في ذلك اليوم الغريب..قبل يومين..حضرت مبكرا للمستشفى..
كان دفتر الحضور والانصراف قد انتقل لمكان ما..في غرفة بأحد المباني الداخلية الجديدة..وكانت مغلقة لا زالت..
(تذكر يا صديقي أنني كنت لا زلت أسافر يوميا من الزقازيق وأصل في وقت مبكر للغاية)
جدول النوباتجيات كان معلقا هناك..والكثير من الخطوط بالقلم الأزرق الجاف..تقطعه طولا وعرضا..
بجواره عدد من الإعلانات القديمة..مررت عليها سريعا..ثم عدت للجدول أتسلى بالنظر إليه..
جدول عريض حقا..يستحقه مستشفى مترامي الأطراف كهذه..
إحدى عشر خانة بالعرض.. وستون خانة بالطول..
اليوم مقسم إلى نوبتجية مسائية من الساعة الثانية ظهرا..وحتى الثامنة مساء..ونوبتجية سهر..من الساعة الثامنة مساء..إلى الثامنة من صباح اليوم التالي..
المدير المناوب...والنائب الإداري..استقبال..أقسام رجال مطورة..أ و ب..أقسام سيدات مطورة..أ و ب..مباني جديدة..تأهيل..طب شرعي..ثم طبيب الباطنة..
أقرأ الأسماء المنتشرة عشوائيا..والتي لا أعرف أصحابها:
د.ليديا..د.جوزيف..د.حسام..د.أحمد كذا..د.وديدة..د.محمد كذا..د.جبريل..د.محمد آخر..د.أحمد صلاح الدين..إلخ..إلخ..
د.أحمد صلاح الدين..؟
د.أحمد صلاح الدين..؟؟
أنا..؟؟؟
دققت النظر..يوم الخميس..16 سبتمبر..
دققت النظر أكثر في الجدول بأكمله..هناك نوباتجيات أخرى..الخميس 11 سبتمبر..والخميس 23 سبتمبر..
ثلاث نوباتجيات مضت..
ثم الخميس 30 سبتمبر..
كلها يوم الخميس..في الصف قبل الأخير..الطب الشرعي..
أخذت أفكر قليلا في هذه الأشياء الغريبة..
ثلاث نوباتجيات مضت..ونوبتجية قادمة يوم الخميس..؟ وقسم الطب الشرعي تحديدا..؟
يا ألله..ما هذا الجنون..!!
ثم ما العمل..؟!
*-*-*

لا شيء..
وحين اتصل بي صديقي يوم الخميس ليخبرني بما كنت قد عرفته بالفعل..ضحكت كثيرا..
أخبرني بأن هناك إجراءات صارمة قد تحدث..ضحكت أكثر..
بسذاجة..وغضب عنيف موجه إلي نفسي بالأساس أترك الأمر ليحدث كما يحدث..
بلا مبالاة بأي شيء..
فاتت ثلاث نوباتجيات..مالضير لو فاتت واحدة أخرى في مستشفى كبيرة كذه..
لا شيء..
وأنا لاشيء..