أطباء بلا حقوق 2 (ج8)

الخميس: 24 يونيو 2010 :

هل من الممكن أن تكون هذه بداية فعلية للطريق الثاني من الطرق الثلاثة التي قررت سابقا أن أمضي فيها..؟

الطرق الثلاثة يا صديقي هي الطب..والأدب..والسياسة..
فربما..ربما تكون هذه بدايات حقيقة لطريق السياسة..وهو يتماس بشدة مع طريق النقابة الذي بدأته فعلا..أحيانا يعتبر الاثنان واحدا..لكن هناك دوما تلك الشعرة الرقيقة بينهما..
لذا..من الخطر المشي في هذا الطريق دون الانتباه للخطوات جيدا..
النقابة أنشئت لأجل تقديم الخدمات لأعضائها..بمقابل بسيط..وتسهيل بعض أمور الحياة..رحلات ترفيهية..أو رحلات عمرة وحج..المعاش..وصناديق الاستثمار..
(خطأ..في هذه المرحلة وبالرغم من انضمامي لأطباء بلا حقوق كانت المفاهيم لدي منقوصة للغاية..هذا جزء من دور النقابة..وهناك جزئين آخرين لا يقلان أهمية..المطالبة بحقوق الأعضاء لدى الدولة..والدفاع عنها..وكذلك التدخل في كل ما يخص السياسات الصحية ويؤثر على المهنة..)

بينما السياسة هي ممارسة حق التعبير للوصول للأفضل..حياة أفضل..ومستوى معيشة أفضل..
(أيضا مفهوم قاصر للغاية..سيتضح لي فيما بعد مدى سذاجته..)
لكن في حقيقة الأمر..تتقاطع النقابة مع السياسة في أوقات كثيرة..

أنا أؤمن بأن من يطالب بحق لنفسه..يجب أن يطالب بكل حقوقه الأخرى..وكذلك حقوق الآخرين..
وحقوق هذا الوطن..

لذا..كان حضوري لتلك الندوة التي عرفت بها عن طريق الموقع الخاص بالجمعية الوطنية للتغيير في الزقازيق..
 سألت أحد الأصدقاء للحضور معي..لكنه رفض..لذا..ذهبت وحيدا..
كانت الندوة في عمارة بالقرب من المحطة..الدور الدور الخامس..في مقر حزب الجبهة الديموقراطية..
عنوان الندوة كان المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة..الكيفية..الهدف..وإمكانية المقاطعة..
كنت أود أن أقترب أكثر من هذا العالم..أود أن أعرف أكثر عن الجمعية الوطنية للتغيير والقائمين عليها..وكان ذلك أول اقتراب ممكن بعد تعرفي على قضية أيمن نور عن قرب..

هذه الندوة كانت تضم كل ألوان الطيف..ممثلون عن أحزاب..الناصري..الوفد..وجماعة الإخوان..
كان هناك ممثلون عن النقابات..المحامون..المهندسون..والأطباء..(؟)

وكان هناك شباب 6 أبريل..
وعلى المنصة كان هناك جالسون..أحدهم كان جورج اسحق..المنسق السابق للجمعية الوطنية للتغيير..كان ينظر للجالسين القلائل باهتمام بالغ..وكأنه يقرأ أفكارهم..
جلست أستمع للحوار الدائر..
شيء مبهج حقا..
*-*-*

شيء مؤسف حقا..!!
مرة أخرى أشعر بالمراهقة التي يمتليء بها الحوار هنا..وعلى الجانب الآخر اللهجة الخطابية الفخيمة التي لا تجدي نفعا..
هل هذه الأفكار هي التي ستوقف هذا النظام عند حده..؟!
لم أستطع الاقتناع بأي كلمة قيلت..حتى ممثل 6 أبريل..الذي لم أحبه أبدا..
 في رأيي الشخصي..المقاطعة الشاملة للانتخابات هي الحل الأوحد لإحراج هذا النظام..هو الحل الذي سيوقف هذا الطغيان..

مرة أخرى قد يكون هذا غرورا لا أكثر ولا أقل..
*-*-*

انتهت الندوة..
 ربما كان أكثر شيء مميزا فيها أنها كانت مختصرة..برغم كثيرا من الهراء الذي تخللها..وأنها كانت على درجة عالية من التنظيم..
بالطبع رؤيتي لأحد رموز المعارضة عن هذا القرب شيء أقدره كثيرا..
أفكر وأنا أنزل على السلم..أن الطريق لا يزال طويلا..طويلا..
لكني فقط أتمنى أن أستمر فيه..
أن أظل ثابتا عليه..
وليوفقني الله..