مشتول السوق..وحدة المنير..15
مشتول السوق..
وحدة المنير..
18 - 5 – 2009 - 4:15 عصرا..
ربما يكون هذا هو أول كشف خارجي أقوم به فعلا..
وحدة المنير..
18 - 5 – 2009 - 4:15 عصرا..
ربما يكون هذا هو أول كشف خارجي أقوم به فعلا..
أعتبر أن مافعلته
سابقا ليس إلا مجرد إرهصات في سيل ما أفعله الآن..
حينما نزلت مع
القادمين..إلى البيت المقابل..لم تكن لدي أي معلومات مسبقة عن المريضة..
فقط..قالوا أنها
سيدة..متقدمة في العمر..
عندما دخلت..إلى الغرفة المظلمة..كنت أفكر في أشياء كثيرة تتعلق بما أراه الآن..
عندما دخلت..إلى الغرفة المظلمة..كنت أفكر في أشياء كثيرة تتعلق بما أراه الآن..
راقدة..بلا حراك
تقريبا..على حصيرة خضراء اللون..
هناك قرح فراش عديدة تنتشر في مواطن ارتكانها على الأرض..في بدايتها..لكنها تنذر بالسوء القادم..
تتعرف جيدا على الوجوه من حولها..
الوجوه التي تتمتم بأشياء تتحدث عن الوفاة القريبة..وعن "كرم ربنا"..
هناك قرح فراش عديدة تنتشر في مواطن ارتكانها على الأرض..في بدايتها..لكنها تنذر بالسوء القادم..
تتعرف جيدا على الوجوه من حولها..
الوجوه التي تتمتم بأشياء تتحدث عن الوفاة القريبة..وعن "كرم ربنا"..
كشفت عن
ساقيها..قدميها كانتا متورمتان بشدة..
مصمصت إحداهن بشفتيها قائلة أن الموت يبدأ من الطرف السفلي..
مصمصت إحداهن بشفتيها قائلة أن الموت يبدأ من الطرف السفلي..
كان الكل يجمع
بإيمان منقطع النظير أنها بانتظار "كرم ربنا"..
بلى..أدرك ذلك..
الله كريم بكل عباده..
تذكر المشهد القديم القاسي الذي لا يفتأ يعود إلى ذاكرتك مرة تلو أخرى..
بلا رحمة..
بلا رحمة..
بلى..أدرك ذلك..
الله كريم بكل عباده..
تذكر المشهد القديم القاسي الذي لا يفتأ يعود إلى ذاكرتك مرة تلو أخرى..
بلا رحمة..
بلا رحمة..
*-*-*
المشكلة الأساسية
هنا..أن هذه السيدة بحاجة ماسة إلى مستشفى..
تحاليل شاملة..وظائف كبد وكلى..ومستوى السكر في الدم..
ربما آشعة تليفيزيونية على القلب والبطن والحوض..
تحتاج لرقابة مستمرة في وحدة عيانة فائقة..
إلى رعاية وتقليب مستمر لجسدها حتى تنتهي تلك القرح..
تحاليل شاملة..وظائف كبد وكلى..ومستوى السكر في الدم..
ربما آشعة تليفيزيونية على القلب والبطن والحوض..
تحتاج لرقابة مستمرة في وحدة عيانة فائقة..
إلى رعاية وتقليب مستمر لجسدها حتى تنتهي تلك القرح..
قطعوا علي الطريق
بقول السيدة التي تمصمص شفتيها: أنهم لا يجب أن يدخلوها إلى مستشفى..
السبب..؟
السبب..؟
حتى لا تخرج جثة
هامدة مثل زوجها رحمة الله عليه..
عليك اللعنة..
الأفضل إذن أن تتركوها هنا جثة هامدة..
فلا داعي للعناء إذن..
عليك اللعنة..
الأفضل إذن أن تتركوها هنا جثة هامدة..
فلا داعي للعناء إذن..
وبالرغم من
ذلك..أنت تفهم موقفهم ذاك..تفهمه جدا لدرجة تجعلك تتجاهل تلك النغمة..
أدرك جيدا أنهم أتوا بي هنا من أجل فقط إرضاء ضمائرهم..وإثقال ضميري أنا..
نوع من كلمات المواساة لأنفسهم حين يأتي شبح الاتهام بالتقصير..
في هذه الحالات ياصديقي..لا تصنع أكثر مما صنعت..
أدرك جيدا أنهم أتوا بي هنا من أجل فقط إرضاء ضمائرهم..وإثقال ضميري أنا..
نوع من كلمات المواساة لأنفسهم حين يأتي شبح الاتهام بالتقصير..
في هذه الحالات ياصديقي..لا تصنع أكثر مما صنعت..
صدقني أرجوك..
تنهض من فوق
الحصيرة التي كنت تنحني عليها..وفي شعاع الضوء الخافت الذي يصدر من الشباك
الموارب..تقول لهم تعليمات تدرك أنهم لن ينفذوها..
تحاول أن تكتب لهم اسم دواء ما..لا فائدة له..
فتتمتم تلك السيدة مرة أخرى..أنها ترفض تناول أي دواء..
اللعنة..
ماذا تريدون مني إذن..
لم لم تأتوا بمتعهد الموتى..؟
سيكون بيده أكثر بكثير مما لدي لأقدمه..
تحاول أن تكتب لهم اسم دواء ما..لا فائدة له..
فتتمتم تلك السيدة مرة أخرى..أنها ترفض تناول أي دواء..
اللعنة..
ماذا تريدون مني إذن..
لم لم تأتوا بمتعهد الموتى..؟
سيكون بيده أكثر بكثير مما لدي لأقدمه..
*-*-*
خرجت من
هناك..وكأنني أخرج من قبر..
أنفض يدي مما علق بها مت تراب وهمي..من فوق المقبرة المتخيلة..
أنفض يدي مما علق بها مت تراب وهمي..من فوق المقبرة المتخيلة..
السيدة التي تمصمص
بشفتيها تريد أن تضع بيدي بعض المال..
ألمح عشرة جنيهات كاملة..على سبيل "اللي فيه النصيب"..
يا ألله..النصيب متسامح للغاية ياصديقي هذه المرة..!!
ألمح عشرة جنيهات كاملة..على سبيل "اللي فيه النصيب"..
يا ألله..النصيب متسامح للغاية ياصديقي هذه المرة..!!
رفضت..رفضت بشدة..
حتى أنني كدت أن أقذفها بوجهها..
حتى أنني كدت أن أقذفها بوجهها..
*-*-*
أفكر..
أنني -ربما- من سيكتب سبب الوفاة في الشهادة قريبا..
أنني -ربما- من سيكتب سبب الوفاة في الشهادة قريبا..
تعليقات
إرسال تعليق