مشتول السوق..وحدة المنير..13

الزقازيق..
مركز رعاية الأمومة والطفولة 2..
17 – 5 – 2009  -  2:30 ظهرا..
امتحان..؟!
أنا لدي امتحان..؟!
لم يخبرني أحد ما بأن تلك الدورة ستنتهي بامتحان..لقياس مدى استيعابنا للمعلومات الثمينة التي تعلمناها..والخبرات الأكثر ثمنا التي مارسناها..!!
كأن هذا ماينقصني..!!
بعد انتهاء التدريب –أخيرا- قلت لنفسي وأنا أتنفس الصعداء: انتهى العذاب..
ثم فوجئت بمن يخبرني بأن هناك امتحان ما..للتقييم..
اللعنة..
من أين آتي بالمعلومات التي أجيب بها وأنا لا أتذكر –تقريبا- حرفا واحدا..إلا أشياء مثيرة للغثيان..
من أين آتي بإجابة..وأنا الذي جلست صامتا..مبتسما ابتسامة بلهاء في لجان الامتحان الشفوي في السنة السادسة لمادة النساء والتوليد..؟!
حاولت أن أتذكر أي شيء..
أقراص..أقراص منع الحمل..نعم..ثمانية وعشرون..تبدأ في يوم انتهاء الدورة..وتوقف أيامها..أعتقد ذلك..ثم تعود إليها..
قرص في حالة الطواري بعد اللقاء..لا قبله..لكن لو كانت قبله لما كانت طواريء أصلا..!!
قرص بعدها مباشرة..أعتقد ذلك..وقرص آخر بعد أربعة وعشرون ساعة..؟ لا أتذكر..
هناك الكبسولة طويلة المفعول..توضع تحت الجلد..لمدة خمس سنوات..أم كانوا ثلاث..؟
اللولب..ماذا قالوا عنه..
التجهيزات..بعد انتهاء الدورة..المعدات..الفتح..التقييم..الوضع..ثم: هنيئا لك ياسيدتي..أصبح لديك لولب..!!
محاذير استخدام اللولب..ومحاذيرالأقراص..أشياء من قبيل ضعف الجدار..أو وجود مرض ما..هناك أشيء أخرى عديدة لا أذكرها..
تبا..
أي مصير سيسوقون إليه من يفشل في الإجابة..؟
أدعو الله من قلبي..ألا يكون المصير هو إعادة الدورة المقيتة..!!
*-*-*
كنت الطبيب الذكر الوحيد في المجموعة..
وكانت هناك أخريات من زميلات دفعتي..وأخريات لم أعرفهن..
مرحى..
سيصنعون عليك حفلة هنا..
ستكون في موقف مركز للتصويب..
أتت الطبيبة التي ستعقد الامتحان..لم يبد عليها الكثير من الود..
قلت لنفسي: هذه هي النهاية..
ثم استعددت للمصير المظلم الذي سألقاه..
*-*-*
بعد مناقشة ودية جماعية مع الطبيبة -اعتقدت أنها تسبق الامتحان المزعوم- وجدت أنني أبليت حسنا في هذا الامتحان..
لم يكن امتحان أصلا..كانت تلك المناقشة هي الامتحان..
بعض من تحريك الشفتين..والإجابة مع القطيع..وتحريك الرأس من حين لآخر..كفيل بأن يجعلك تفلت من قبضة السؤال الموجه..
وكفيل بإنهاء الأمور على خير..
مبارك لك ياصديقي..
لقد عبرت امتحان "وضع اللوالب"..
وأصبحت خبيرا متمرسا في ذلك..
لنبدأ إذن حياتنا الجديدة..!!
*-*-*
حين نزلت من المركز..جلست أتفكر قليلا..
المفترض أن أعود الان إلى المركز..حيث أقضي نوبتجيتي –لم أعد أتذكر العدد الفعلي لها- السعيدة..
الساعة تقارب الثالثة..والطريق يأخذ في المتوسط ساعة وربع تقريبا..
سأصل هناك في الرابعة والنصف..
 ساجلس هناك –بلا عمل- حتى السابعة..
في جو تهب فيه رياح من الجحيم..
كل هذا يجعلني أفكر..الشيطان يعبث في عقلي..
يخبرني بما ينبغي علي فعله..
أجادل أنا في منطق مهتريء عن المسؤولية والقانون والذي منه..
بينما يتضح في النهاية وضوح الشمس ما سأفعله..

ولن تكون تلك هي المرة الأخيرة التي سأفعلها بأي حال..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قسم الجراحة - حوادث 3

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..17

مستشفى الأطفال..8