مشتول السوق..وحدة المنير..12

بلبيس..
المركز الطبي..
11 – 5 – 2009  -  12:30 ظهرا..
هذه رشوة ياصديقي..
شئت أم أبيت..
سميتها باسمها..أو استخدمت اسما آخر كناية عنها..
شركات الأدوية تقوم بتقديم هذه الرشاوى المنتظمة أحيانا والمتقطعة أحيانا أخرى للأطباء..
ليس السبب طبعا احتراما وتقديرا لهم..
بل لحثهم على كتابة منتجات بعينها..لزيادة مبيعات الشركة..
عينات اللأدوية..امساكيات..دفاتر الروشتات..أقلام..أجهزة طبية والكترونية..رحلات ضاهرها علمية..وباطنها ترفيهية للطبيب وأسرته..
في ظل هذه الظروف الصعبة التي نحيا فيها..والتي يجد فيها شباب الأطباء أنفسهم مجبورين عليها..
لن تكون هناك ممانعة كيرة في الحقيقة لتقبل هذه الرشوة..ولو على سبيل الرضا الوقتي..
حتى لو رفضت الدواء..
سيظل هناك..يعبث في عقلك اللا واعي..
وينتظر اللحظة المناسبة للتعبير عن نفسه..
*-*-*
أسوا رشوة ممكنة..هي تلك التي يضعونها في معدتك..
وجبة ما من مطعم شهير..بعد ندوة قصيرة عن دواء ما..لا تركز في اسمه بقدر تركيزك في اسم المطعم..
أو دعوة للغداء عقب مؤتمر ما في فندق ما..
ولكي تفهم التناسب بين قيمة الرشوة..وقيمة الشخص الذي أمامك..يجب أن تقوم بتقديره جيدا..
ولأننا في وزارة الصحة لا شيء..فهذه هي القيمة الحقيقة لنا..
مجرد وجبة..قد يتسابق البعض للحصول عليها..
منتهى الإهانة والاحتقار..
لكن هذا جزء من منظومة الفساد الكبرى التي نرتع فيها..
لا عجب هناك ياصديقي..
ولا مجال للتساؤل: هل وصلنا لهذه الدرجة..لهذا الانحدار..؟!
هل وصلنا لأن نكون عبيدا لشركات الأدوية الكبرى ومندوبيهم..؟!
لا مجال للتساؤل..
لان الإجابة أننا تخطينا هذا الأمر منذ زمن بعيد..
*-*-*
يقول أحدهم: لا بأس بالأدوية..سنعطيها في النهاية للمرضى..
ولكن ماذا عن الساندوتش..
هل سنعطيه هو الآخر للمرضى..
أم سنتلذذ بالتهامه خلسة..
ونحن ننظر للأمر من منطلق أن العاقبة في النهاية بالنيات..
*-*-*

في آخر الندوة..حاولت التهرب..
لكن ذكل المدرب –سامحه الله- قال لي وهو يناولني الكيس إياه: تفضل..
اللعنةزز
لم يكن معروفا ذاك الذي أجبرت لفعله يوما ما لك..!!
فكرت أن أرفض..
لكن لن يفهم أحد شيئا..
قلت لنفسي لا بأس..
يوما ما..قريبا..سأكون في موقف أقوى..
فقط..أتمنى من الله أن أحتفظ بصمودي هذا للنهاية..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قسم الجراحة - حوادث 3

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..17

مستشفى الأطفال..8