مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..19
مستشفى العباسية..
العيادات الخارجية..
أيام غير محددة من شهر يونيو 2016.. أوقات متفرقة..
تمر الأيام الأخيرة في هذا الشهر..
بين أيام الحضور..وأيام أخرى لا أكون فيها..
يخبرني مدير العيادة بأن علي الحضور في وقت العيادة المسائية ليوم واحد على الأقل..لكني أجد مشقة بالغة في ذلك..
يخبرني أن ذلك سيخصم من الحوافز المضافة لراتبي والمقدرة بـ 300% ما يقارب ثلثها..لكنني لا أهتم..
لماذا..؟
لا أدري السبب تحديدا..لكن مجهود العيادة الكبير لا يتطلب بذل مجهود آخر..وأنا أقوم بما ينبغي لي..
حتى اليوم أقوم بالترحال ذهابا وإيابا للزقازيق..وهذا يأخذ من وقتي وجهدي..
لذلك لا حاجة لي ببذل مجهود إضافي..
أقول للمدير ذلك فيهز كتفيه..
وأمضي أنا إلى حيث طريق الترحال اليومي..
*-*-*
العيادات الخارجية..
أيام غير محددة من شهر يونيو 2016.. أوقات متفرقة..
تمر الأيام الأخيرة في هذا الشهر..
بين أيام الحضور..وأيام أخرى لا أكون فيها..
يخبرني مدير العيادة بأن علي الحضور في وقت العيادة المسائية ليوم واحد على الأقل..لكني أجد مشقة بالغة في ذلك..
يخبرني أن ذلك سيخصم من الحوافز المضافة لراتبي والمقدرة بـ 300% ما يقارب ثلثها..لكنني لا أهتم..
لماذا..؟
لا أدري السبب تحديدا..لكن مجهود العيادة الكبير لا يتطلب بذل مجهود آخر..وأنا أقوم بما ينبغي لي..
حتى اليوم أقوم بالترحال ذهابا وإيابا للزقازيق..وهذا يأخذ من وقتي وجهدي..
لذلك لا حاجة لي ببذل مجهود إضافي..
أقول للمدير ذلك فيهز كتفيه..
وأمضي أنا إلى حيث طريق الترحال اليومي..
*-*-*
في الرحلة من الزقازيق وإلى الزقازيق..أنظر دوما
للطريق..
الزرع الأخضر في الأراضي التي تأتي أولا..حتى الخروج من نطاق الزراعات..ثم الأراضي الصحراوية القاحلة..ثم مدينة السلام..
طريق الزقازيق..بلبيس..السلام..القاهرة..
أحيانا آخذ طريقا آخر هو الطريق الزراعي..الزقازيق..منيا القمح..بنها..القاهرة..وهو طريق طويل مزدحم..لكنه أحيانا لا يكون لي بديل سواه..خاصة في أيام مثل يوم الأحد..وأيام ما بعد الأعياد مباشرة..
أحيانا يكون الطريق طويلا..ومنفرا..وأحيانا أخرى يكون مثاليا للنوم..وأحيانا أخرى أظل أنظر إليه طول الوقت..
في العودة لا سبيل هناك إلا طريق الزقازيق الصحراوي غالبا..تحت لهيب الظهيرة الحارق..ومن الممكن أن يكون الحظ رحيما بي..فأجلس بجوار النافذة..أو أكون بعيدا عن الشمس..
لكن الأمر بالتأكيد أكثر رحمة بكثير..من تلك الأيام السوداء التي قضيتها متشبثا على إفريز سيارة نصف نقل..وسط أشيياء لا توصف..وعلى طريق سيء للغاية..
أحيانا تكون أوتوبيسات شرق الدلتا خيارا ممتازا..لو كان هناك التكييف..أو حتى لو لم يكن هناك..
أستيقظ من النوم..في الخامسة..وأنطلق للمحطة في الخامسة والنصف فجرا..وأستقل دوما الأوتوبيس في ميعاد الساعة السادسة صباحا..أو السادسة وخمس دقائق..
أحيانا أتأخر في الوصول للمحطة..فيفوت الأوتوبيس..فألجأ لمحطة الميكروباصات..أو سيارات البيجو..
هناك خيار القطر..لكنني لا أستعمله إلى في نطاق محدود للغاية..
لم أعد أستطيع تحمل الوقوف لمدة ساعتين..ذهابا وإيابا..
أحيانا يصل الأوتوبيس في السابعة والنصف صباحا..فأجد نفسي وحيدا على دكة خشبية أمام العيادات..أشرب بعض الشاي..وأسلي نفسي بقراءة شيء ما..صديقتي مجلة العربي..أو الكتاب الذي اشتريته مؤخرا..صديق الأطباء..كتاب أوكسفورد..
دوما..طريق واحد..لا أحيد عنه كثيرا..
*-*-*
الزرع الأخضر في الأراضي التي تأتي أولا..حتى الخروج من نطاق الزراعات..ثم الأراضي الصحراوية القاحلة..ثم مدينة السلام..
طريق الزقازيق..بلبيس..السلام..القاهرة..
أحيانا آخذ طريقا آخر هو الطريق الزراعي..الزقازيق..منيا القمح..بنها..القاهرة..وهو طريق طويل مزدحم..لكنه أحيانا لا يكون لي بديل سواه..خاصة في أيام مثل يوم الأحد..وأيام ما بعد الأعياد مباشرة..
أحيانا يكون الطريق طويلا..ومنفرا..وأحيانا أخرى يكون مثاليا للنوم..وأحيانا أخرى أظل أنظر إليه طول الوقت..
في العودة لا سبيل هناك إلا طريق الزقازيق الصحراوي غالبا..تحت لهيب الظهيرة الحارق..ومن الممكن أن يكون الحظ رحيما بي..فأجلس بجوار النافذة..أو أكون بعيدا عن الشمس..
لكن الأمر بالتأكيد أكثر رحمة بكثير..من تلك الأيام السوداء التي قضيتها متشبثا على إفريز سيارة نصف نقل..وسط أشيياء لا توصف..وعلى طريق سيء للغاية..
أحيانا تكون أوتوبيسات شرق الدلتا خيارا ممتازا..لو كان هناك التكييف..أو حتى لو لم يكن هناك..
أستيقظ من النوم..في الخامسة..وأنطلق للمحطة في الخامسة والنصف فجرا..وأستقل دوما الأوتوبيس في ميعاد الساعة السادسة صباحا..أو السادسة وخمس دقائق..
أحيانا أتأخر في الوصول للمحطة..فيفوت الأوتوبيس..فألجأ لمحطة الميكروباصات..أو سيارات البيجو..
هناك خيار القطر..لكنني لا أستعمله إلى في نطاق محدود للغاية..
لم أعد أستطيع تحمل الوقوف لمدة ساعتين..ذهابا وإيابا..
أحيانا يصل الأوتوبيس في السابعة والنصف صباحا..فأجد نفسي وحيدا على دكة خشبية أمام العيادات..أشرب بعض الشاي..وأسلي نفسي بقراءة شيء ما..صديقتي مجلة العربي..أو الكتاب الذي اشتريته مؤخرا..صديق الأطباء..كتاب أوكسفورد..
دوما..طريق واحد..لا أحيد عنه كثيرا..
*-*-*
كنت أذهب للمحطة في بعض الأوقات بسيارتي
القديمة..الفيات 132 الخضراء..أتركها في المحطة..ثم أذهب للقاهرة..
وحين أعود..تكون هذه وسيلة مواصلاتي للمنزل..
في بعض الأوقات القليلة..كنت أقوم بالتمشية حتى المحطة..ومن هناك..أذهب للقاهرة..
لكن العذاب الأزلي الحقيقي..كان في يوم الخميس..
حيث تنعدم السيارات للمحافظات من القاهرة..
يتحول الأمر في موقف السيارات لسعار عنيف..لو جئت في وقت الذروة..
ستجد سباقا هائلا حول السيارة التي تأتي..من الطلبة وظباط الجيش والعمال بشكل أساسي..الذي يعودون لبيوتهم آخر كل أسبوع..
لذلك كنت ألجأ دوما للسفر مبكرا..قبل الثانية عشرة ظهرا..أو أقوم بالتغيب يوم الخميس..
أحيانا كانت هناك دورات تدريبية تمتد ليوم الخميس..حتى الثالثة ظهرا..في أيام كهذه كنت أتعذب فعلا..
وفي يوم ما..ظللت بموقف سيارات الأجرة حتى السابعة مساء..ثم ذهبت لموقف سيارات الأجرة في محطة عبود..ولم أصل الزقازيق في ذلك اليوم إلا العاشرة مساء..
كان عذابا يضاف لعذابات الطريق..والحر الخانق..
كنت أستهلك نفسي بشدة..
ولذلك فكرت بأن أتخذ خطوات جدية في البحث عن مسكن حتى يتوفر مكان بسكن العباسية..
قررت البدء في البحث عن مسكن ما..في المنطقة المحيطة بالمدينة الجامعية التابعة لجامعة عين شمس..تلك التي قضيت بها أول سنوات الدراسة..
الأسبوع القادم سيشهد بحثا مكثفا في هذه المنطقة..
إذ ربما أجد شيئا ما..
*-*-*
وحين أعود..تكون هذه وسيلة مواصلاتي للمنزل..
في بعض الأوقات القليلة..كنت أقوم بالتمشية حتى المحطة..ومن هناك..أذهب للقاهرة..
لكن العذاب الأزلي الحقيقي..كان في يوم الخميس..
حيث تنعدم السيارات للمحافظات من القاهرة..
يتحول الأمر في موقف السيارات لسعار عنيف..لو جئت في وقت الذروة..
ستجد سباقا هائلا حول السيارة التي تأتي..من الطلبة وظباط الجيش والعمال بشكل أساسي..الذي يعودون لبيوتهم آخر كل أسبوع..
لذلك كنت ألجأ دوما للسفر مبكرا..قبل الثانية عشرة ظهرا..أو أقوم بالتغيب يوم الخميس..
أحيانا كانت هناك دورات تدريبية تمتد ليوم الخميس..حتى الثالثة ظهرا..في أيام كهذه كنت أتعذب فعلا..
وفي يوم ما..ظللت بموقف سيارات الأجرة حتى السابعة مساء..ثم ذهبت لموقف سيارات الأجرة في محطة عبود..ولم أصل الزقازيق في ذلك اليوم إلا العاشرة مساء..
كان عذابا يضاف لعذابات الطريق..والحر الخانق..
كنت أستهلك نفسي بشدة..
ولذلك فكرت بأن أتخذ خطوات جدية في البحث عن مسكن حتى يتوفر مكان بسكن العباسية..
قررت البدء في البحث عن مسكن ما..في المنطقة المحيطة بالمدينة الجامعية التابعة لجامعة عين شمس..تلك التي قضيت بها أول سنوات الدراسة..
الأسبوع القادم سيشهد بحثا مكثفا في هذه المنطقة..
إذ ربما أجد شيئا ما..
*-*-*
أحيانا يكون جواري في الطريق من هو ودودا بشكل
أكثر من اللازم..
أحيانا يتطلع لما في يدي..ويسألني عن هويتي..
أحيانا يتجاهلني وأتجاهله..
أتذكر تلك الفتاة الحمقاء..طالبة في ثانوية على ما أذكر..
هل كان اسمها هند..أم كانت تلك هالة..؟
تعرف أنت تلك الفتيات الحمقاوات..أنت طبيب نفسي..واو..هل أستطيع أن أسألك سؤالا..
أشياء لتقضية الوقت..وقد نخرج بنتيجة ما..
أشعر بالضجر..
أنا لست في حال يسمح بأي ألعاب يا فتاة..ولست الشخص المناسب أبدا لممارسة ألعاب من هذا النوع..
أنا محمي تماما الآن..
هناك من ذهب..واحترق من خلفه كل شيء..
لكنها لا تصمت..وتستمر بأسئلة حمقاء..
تطلب رقم هاتفي..أعطيها إياه بلا مبالاة..
أنا لا أرد على أي اتصالات أصلا..
هناك ذلك البائس..الذي يتحدث عن اللا شيء..ماذا كان اسمه..؟
أحاول أن أبتسم بهدوء كرد ديبلوماسي..
أحيانا أضطر لغلق الحوار بطريقة "خير إن شاء الله.."
أنا لا أرغب في الحديث بأي شكل..
في أحد الأيام كنت في طريقي للقاهرة..في أحد أوتوبيسات شرق الدلتا..كان الأوتوبيس يحدث حشرجة مخيفة عندما يقوم السائق بنقل ذراع السرعات..ويرتج بعنف مع كل نقلة..وبعد فترة ما..قرب البوابات الأولى..ارتج لمرة أخيرة..ثم شعرنا بسقوط شيء –ذراع نقل الحركة- على الأرض وزحف الأوتوبيس حتى توقف تماما..ظللنا هكذا حتى أتى أوتوبيس آخر ونقلنا للقاهرة..وصلت بتأخير خرافي..
ذلك كان في ذات اليوم الذي كانت بجواري فتاة ترتدي ملابس سوداء غريبة..وتصبغ أظافرها بصبغة سوداء مريعة..وتتحدث بسخافة بالغة..
مبتذلة..
كما هذه الأيام.. التي تتحرك..وأتحرك معها..
*-*-*
لكن
هناك تغييرا..في الأول من يناير والأول من يوليو من كل سنة..يبدأ دوران الأطباء..أحيانا يتطلع لما في يدي..ويسألني عن هويتي..
أحيانا يتجاهلني وأتجاهله..
أتذكر تلك الفتاة الحمقاء..طالبة في ثانوية على ما أذكر..
هل كان اسمها هند..أم كانت تلك هالة..؟
تعرف أنت تلك الفتيات الحمقاوات..أنت طبيب نفسي..واو..هل أستطيع أن أسألك سؤالا..
أشياء لتقضية الوقت..وقد نخرج بنتيجة ما..
أشعر بالضجر..
أنا لست في حال يسمح بأي ألعاب يا فتاة..ولست الشخص المناسب أبدا لممارسة ألعاب من هذا النوع..
أنا محمي تماما الآن..
هناك من ذهب..واحترق من خلفه كل شيء..
لكنها لا تصمت..وتستمر بأسئلة حمقاء..
تطلب رقم هاتفي..أعطيها إياه بلا مبالاة..
أنا لا أرد على أي اتصالات أصلا..
هناك ذلك البائس..الذي يتحدث عن اللا شيء..ماذا كان اسمه..؟
أحاول أن أبتسم بهدوء كرد ديبلوماسي..
أحيانا أضطر لغلق الحوار بطريقة "خير إن شاء الله.."
أنا لا أرغب في الحديث بأي شكل..
في أحد الأيام كنت في طريقي للقاهرة..في أحد أوتوبيسات شرق الدلتا..كان الأوتوبيس يحدث حشرجة مخيفة عندما يقوم السائق بنقل ذراع السرعات..ويرتج بعنف مع كل نقلة..وبعد فترة ما..قرب البوابات الأولى..ارتج لمرة أخيرة..ثم شعرنا بسقوط شيء –ذراع نقل الحركة- على الأرض وزحف الأوتوبيس حتى توقف تماما..ظللنا هكذا حتى أتى أوتوبيس آخر ونقلنا للقاهرة..وصلت بتأخير خرافي..
ذلك كان في ذات اليوم الذي كانت بجواري فتاة ترتدي ملابس سوداء غريبة..وتصبغ أظافرها بصبغة سوداء مريعة..وتتحدث بسخافة بالغة..
مبتذلة..
كما هذه الأيام.. التي تتحرك..وأتحرك معها..
*-*-*
يكون هذا من أجل تغيير الأماكن للتأكد من اكتسابنا الخبرات كاملة..طوال فترة التدريب..
المسؤول عن الدوران الطبيبة مدير إدارة التدريب..
بالطبع لا أعرف أين أذهب..الأحاديث البسيطة مع صديقي..ومع بعض الزملاء الذين أعرفهم معرفة سطحية حول الموضوع لا تفيد كثيرا بل تزيد من البلبلة..قرر صديقي البقاء في أقسام الرجال المطورة..بينما أنا لازلت أبحث عن مستقر..
في البداية يجب أن أذهب لإحدى الوحدات العامة..
أقسام السيدات المطورة..أقسام الرجال المطورة..أقسام المباني الجديدة..
لا أتذكر من نصحني بالذهاب إلى أقسام السيدات..ولا أتذكر لماذا قبلت..
قررت..ثم انتظرت لنهاية الشهر..
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..
تعليقات
إرسال تعليق