مستشفى الطواريء..24

مستشفى الطواريء..
الاستقبال..
25 – 2 – 2009  -  4:15 فجرا..
بعد أن يتلاعب النوم برأسك..
وبعد أن تكون قد شارفت نهاية تفكيرك..
تبدأ في إدراك معان عظيمة حقا..قلما تدركها في مكان آخر..وفي غير فترة السهر في المستشفى..
مثلا..
الآن أدرك معنى الانكسار..
أن ترى شابا يقارب الثلاثين..يصحبه أبوه وأمه في هذا الوقت بسبب ألم في صدره..
شاب يكاد أن يكون كفيفا..بسبب مرض لعين يدعى "البول السكري"..(المعروف باسم السكر)
هل رأيت الانكسار على وجه أبيه المتعب..
هل رأيته في عيني أمه المرهقتين..
في ملامح الشاب نفسه..في ملابسه المهملة..في استكانته..
في حالهم البائس..
أي انكسار لعين هذا..
أي انكسار..
*-*-*
بالرغم من شعوري الأسود السابق..وبرغم قتامة الصورة..كان لدي شعور آخر..
الحنين..
الحنين لتلك الصورة المثالية..
الحنين لأن أكون طفلا بين أبويه..يفعلان كل مابوسعهما..كل مابوسعهما..من أجلي..
الحنين لصورة قديمة..لي وأنا طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره..
قد توسدت رجلي أمي..وأبي يتابع وضع كمادات باردة على جبهتي..في محاولة بائسة لتخفيض حرارتي..
صورتهما في عيني..وأبي يبتسم..وبجواره أمي..
أي حنين بائس هذا..
أي حنين..
*-*-*
إذن..هانحن نتعلم..ونتذكر..
فيالها من ليلة سعيدة..!!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قسم الجراحة - حوادث 3

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..17

مستشفى الأطفال..8