مستشفى الأطفال..11
وحدة العناية..
29 – 9 - 2008 - 4:00 فجرا..
اللعنة..
يالهذه الليلة الطويلة التي لا تريد أن تنتهي..
ياللسخافة..
للمرة الثانية أذهب لبنك الدم لإحضاربعض الوحدات....بلازما..كرات دم حمراء..صفائح.. تشكيلة لطيفة حقا..
ماجديد..
المشكلة ياصديقي..مشكلة..؟!
ياللهول..
أنا هنا وحدي..وقد ابتدأت الليلة ببعض النشاط اليدوي..ببعض التنفيخ..الذي لم يستمر طويلا والحمد لله..فبعد عدة محاولات يائسة لإصلاح جهاز التنفس الصناعي..عاد للعمل أخيرا..وتم وضع الطفل عليه..
تصور ياصديقي..كنت أفكر..لو مات أحد هؤلاء الأطفال الآخرين..أحد هؤلاء البائسين..الموضوعين على جهاز خرب آخر..
بالتأكيد كنت سأستريح ساعتئذ..
آه يافتي..وكأن الله يبعث لك برسالة..فذهبت إليه إحدى أطفاله..وبقي جهاز بلا عمل في العناية..
فقط تمنى ياسيدي..والموت يحقق أمنياتك..!
لا بأس..لا بأس..
خرجت من فخ التنفيخ..لأقع في شرك الدم..
اللعنة على هذه سنة..كلها شراك وأفخاخ..!!
والمشكلة أن هذه الساعة الكئيبة..لاتوجد وسيلة مواصلات متاحة..تقريبا منعدمة..طبعا الكل ذهب ليتناول سحوره قبل أذان الفجر..
أين سيارتي..؟!
ألم أقل لك..إنها معطلة..لأجل أن يكتمل النحس..
والمفارقة..أنها تعطلت الآن فقط..!
أين زملائي..؟!
المفترض أنه هناك زميلة فاضلة معي الآن..من المفترض أن تكون هنا..لكن نظرا لظروف "طارئة"..فإنها لم تأت..
المفارقة الساخرة..أنها حتى لو كانت هنا..فإنه لم يكن من الوارد ذهابها للمستشفيات الرئيسية في هذا الوقت المتأخر..وكنت أنت الذي ستذهب أيضا..
ألست أنت الطبيب الذي يملك ضميرا هنا..
تبا..تبا..تبا..
المطلوب مني أن أذهب لاحضار الدم مرة أخرى..!
يارب..!!
أعني يارب..!!
تعليقات
إرسال تعليق