مستشفى الطواريء..17



مستشفى الطواريء..
الاستقبال..
16 – 2 – 2009  -  1:15 ظهرا..
هذه من الأوقات التي تحدث فيها المصائب..
والمصائب تكون غالبا, في غرفة العمليات الصغرى..الملحقة بالاستقبال..
لشيء ما لعين –لا أتذكره الآن- دخلت هذه الغرفة..
وهنا..رأيت الكابوس..
ياللهول..
ياللهول..
الرحمة من لدنك يارب..
على السرير..يرقد لايكف عن الصراخ..
تقريبا..تمزق نصفه الأسفل..وتحول إلى مايشبه الأشلاء المتدلية..
أي بشاعة هذه..
شيء ما..قطار أو مايشبهه..مر من فوقه..فحوله لهذا المنظر الجدير بأفلام الرعب..
ماتبقى..من الفخذ اليسرى..هو عظام متكسرة..وجلد مهتريء..ودماء تنفجر من كل مكان..
وأما الفخذ اليسرى..فلكم يعد لها وجود..
منظر رهيب لأقصى مدى..
والأسوأ..أن الرجل كن لايزال واعيا..ويصرخ..
يصرخ..
أما المشكلة فيمن حوله..أنهم متماسكون..لأنهم يملكون قلبا من حديد..أو لأنهم لايمتلكون قلبا على الاطلاق..
*-*-*
طلب مني نائب الجراحة إحضار بعض أكياس الدم..
لا داعي الآن للإباء..
حياة الرجل أهم..
ركضت إلى حيث بنك الدم..
(لابد أن شكلي بالبالطو المفتوح..والسماعة من فوق عنقي..وسمات الجدية على وجههي..توحي بأنني ذاهب في مهمة خطرة..المظاهر خادعة ياصديقي..)
طبعا..الفاجأة القاسية كانت بانتظاري..
تذكرة الدخول لم تسجل..ولذلك لنيتم صرف الدم..
عدت راكضا مرة أخرى –هذه المرة من الغيظ إلى الاستقبال..وأعطيت التذكرة للعامل الأحمق كي يقوم بتسجيلها..ذم عدت من جديد لبنك الدم..
بضع دقائق..ثم عدت للاستقبال بأحمالي..
ولم أجده هناك..كان قد ذهب لمكان ما..ربما حيث الآشعة..أو غرفة العمليات الكبرى..
المهم أن الأمر قد انتهى هنا..
تجمدت مكاني للحظات..وجالت عيناي في الفوضى التي هناك..تحاشيت النظر للكيس البرتقالي الملوث بالدماء, والذي يحمل بقايا الرجل..
(البقايا التي أتت مع سيارة الاسعاف..ولم أفطن إليها قبلا)
ثم تركت الدم وتذكرة الدخول مع أحدهم..وذهبت..
بعيدا عن هذا الكابوس..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قسم الجراحة - حوادث 3

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..17

مستشفى الأطفال..8