مستشفى الطواريء..11

مستشفى الطواريء..
الاستقبال..

10 – 2 – 2009  -  7:45 مساءً..
هذه من اللحظات اللطيفة التي أكره فيها نفسي..
لحظة العجز الكامل..عن تقديم أي مساعدة بأي شكل من الأشكال..
هذه المرة..العجز مركب..
يذكرني بالحكاية القديمة التي تتكرر كل حين..
لا بأس..
الحكاية تبدأ طبعا من أن اليوم هو يوم بارد..
هناك مريض يأتي..
كالعادة..يكون حظي العاثر أن ألقاه..
مريض بالكبد..لديه استسقاء كالعادة..
يريد من معه أن يتم حجزه كالعادة..
طبعا هو مصاب بفيروس "سي" كالعادة..ومعه حزمة من أمراض أخرى كالسكر أو الكلى كالعادة..
الجديد..أن لديه ورما..
أذهب لإبلاغ النائب المتواجد في الاستقبال..
واستئذانه كالعادة..
يحدد لي الحالات التي يتم حجزها اليوم..وهي حالات القيء الدموي..أو الغيبوبة الكبدية..أو الاستسقاء المتقدم..
إذن..يرفض النائب كالعادة..
ويحيلهم إلى المستشفى العام كالعادة..
أذهب أنا لأبلغ الأهل الواقفين بالخبر الرائع كالعادة..
وأتلقى الكلمات..كالعادة..
لكن هذه المرة..تلقيت نظرات..
نظرات صامتة مريرة..
تصب اللعنات..وتكاد تقتل..
فقط لو أن الأرض تبتلعني الآن..
لو أنها فقط تبتلعني الآن..

تعليقات

  1. لا أعلم كيف تمكنت منك "العادة" هكذا حتي اصبحت تعتادها .. لا أظن ان أيا كان يجب ان يعتاد مثل هذه ااختناقات اللا انسانية .. :(

    ردحذف
  2. كلمة "العادة" هنا مذكورة على سبيل التهكم..السخرية السوداء..
    البوست ده تحديدا بيطفح بالمرارة..
    أنا فاكر كويس اليوم الأسود ده..
    بس أنا فعليا مابيكونش في إيدي حاجة غير إني أقعد أعيط جنبهم..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قسم الجراحة - حوادث 3

مستشفى العباسية..العيادات الخارجية..17

مستشفى الأطفال..8