مستشفى الطواريء..1
مستشفى الطواريء..
الاستقبال..
1 – 2 – 2009 - 6:00 مساءً..
عودة مرة أخرى لأيام الاستقبال الكئيبة..
الحظ كان يخطط لي بأن تكون أول أيام عملي الرسمي هنا هو يوم "بارد"..
"بارد"..هي الكلمة العربية المقابلة لكلمة "COLD" الانجليزية..وليست تعبيرا عن الطقس..
وإن كنا في تلك اللحظة في أشد أوقات الشتاء برودة..
ولا أدري من اخترع هذه التسمية اللطيفة..
ومعناها الفعلي..أن استقبال الطواريء ليس هنا اليوم..
النظام العاجز المتبع في مستشفى الجامعة..يقوم باستقبال الحالات أيام السبت والاثنين والأربعاء..وباقي الأيام استقبال الحالات يكون بمستشفى الأحرار العامة..ويوم الجمعة تبادليا بينهما..
طبعا هو نظام في غاية الحماقة..
تصور أنك تتمشى بجوار مستشفى الجامعة يوم الأحد..وصدمتك سيارة..فمزقت قدميك..
إذن..المفترض أنك كمواطن محترم, تتبع القوانين..أن تتحامل على نفسك..وتذهب إلى حيث المستشفى العام -وهو يبعد مسيرة عشر دقائق في المتوسط بالمواصلات عن مستشفى الجامعة- حيث تتلقى العلاج اللازم..
ثم الأكثر حماقة..أن تضطر آسفا للرجوع هنا..حيث ربما تحتاج إلى علاج أو جهاز لايتواجد هناك..!!
هكذا تفتق ذهن واضع القوانين, عن هذه العبقرية البحتة..وذلك لتخفيف الضغط على مستشفى الجامعة..التي يقصدها الناس أساسا متجاوزين مراكز الرعاية الأولية..و المستشفيات المركزية..والعامة..لأنها غير مجهزة جيدا..أو لنقص الأطباء في تخصصات معينة..أو لأنها غير موجودة أساسا..!!
الحكاية أن الكل يتهرب بشكل رائع كالعادة..من مسؤوليته نحو المريض..
فقط..لدينا اسما على مسمى..وشعارا تتبناه الدولة الخربة..
العلاج المجاني..
وتساعد القوانين الخرقاء على هذا بشكل واضح..
هكذا بكل بساطة..
ونحن..كأطباء امتياز..
نحن لاشيء..
نحن في موقف الذي لايعرف شيئا عن أي شيء..!!
تعليقات
إرسال تعليق