قسم النساء والتوليد - حوادث 1
1-4-2008 .. 10:30 مساءا..
بما أننا في بداية الشهر الجديد من العمل هنا في غرفة عمليات النساء والتوليد..
هناك سؤال قوي يطرح نفسه..
وذلك بمناسبة تلك اللوحة الفخمة التي تتحدث عن مقاومة العدوى..
عن أي نوع من مقاومة العدوى يتحدثون ؟!
عن أي عمليات تعقيم يتحدثون ؟!
كل خطوة في هذا القسم هي مصدر للعدوى..بل العدوى الرهيبة ..!!
بدءا بخلع الحذاء في الممر، وارتداء حذاء آخر يشبه ما نستخدمه في دورات المياه العامة في نفس الممر.. للحقيقة يوجد حاجز خشبي بارتفاع ركبتك يفصل بين عملية الخلع والارتداء..!!
ثم تبدأ عملية ارتداء ملابس العمليات..وهي – كأقرب وصف – خرق مهترئة ، كانت ذات يوم بلون أخضر وأزرق ، وملونة ببقع مختلفة من دم ، ومطهرات، وأشياء أخرى.. وحين نرتديها نكون أقرب للمجانين ، تماما كما تراهم في الأفلام القديمة..!!
الشيء اللطيف..أنك تدخل من بوابة ، وتخلع الحذاء..ثم تفاجأ ببوابة أخرى للمريضات مفتوحة لآخرها على السلم الذي كنا عليه منذ قليل.. ( طب ما كان من الأول !!)..
الشيء اللطيف الآخر..هو غرفة العمليات ذاتها..
أنا في حياتي، أو حتى في مسلسلات التلفزيون- لعدم المبالغة – لم أر غرفة عمليات يفترض أنها معقمة ، يظل بابها مفتوحا.. وعلى البوابة الرئيسية مباشرة..
ربما الأمر لا يعدو التهوية..!!
هذا الأمر بغض النظر عن العدوى..هو انتهاك لآدمية هذه المريضة الغائبة عن الوعي..والمفترض أننا مؤتمنون على حياتها ، وعرضها..
أما بالنسبة للأدوات..فهي معقمة بشكل جيد..لكنهم يستخدمون أشياء في غير موضعها.. فمثلا..هم يستخدمون " جركن " ليحتوي المطهر بدلا من وعاء معقم..
ويقومون باستخدام لباس العمليات في تطهير جسم المريضة ،بعد انتهاء العملية..
لقد رأيت طفل مولود حديثا..يحمله عامل ،لا يحمل أي مؤهل ، وربما منخفض الذكاء أيضا..يحمله في قطعة قماش مهترئة – لباس عمليات قديم أعادوا تدويره – إلى غرفة الأطفال المولودين حديثا ، عبر الممر المفتوح إياه..
إنهم يقومون بتعليمه منذ الآن على مشاق الحياة..!!
وعن سلوك الأطباء.. الاخوة النواب كالعادة يتعاملون معنا كزوائد لا حصر لها..ربما الأهمية الوحيدة هي التأكد من أننا لا نحتل الفراغ اللازم للتحرك..أي عدم التواجد كعوائق..!
وربما أهميتنا الأخرى هي التفريغ.. كل اللي نفسه في حاجة يطلعها فينا..!!
ما علينا..
طبعا التكدس داخل غرفة العمليات أمر لا بد منه..في ظل الحصار الخانق من الأطباء والممرضات ونحن..الأمر يشبه أتوبيس 20 بشرطة..!
دعني أقل شيئا..الأمر هنا فوضى..ربما تلمح شبهة نظام هنا أو هناك..
لكن بعد قليل يتضح الأمر لك..
معاملة المريضات كما هي..من حيث الإهمال واللامبالاة..
( ربما نتعلمها فيما بعد )
الممرضات..معظمهن كما هن..من حيث المستوى السيئ والتعامل السوقي..
أما المريضات..كما هن أيضا..
ذات السلبية..ذات السخافة..ذات الجهل..ذات الإهمال في النفس..ذات الإيمان بالقدرية..وذات التحميل المبالغ فيه للظروف..والدنيا..والحكومة الفاسدة..
تبا..
لكن..مرة أخرى.. نحن مازلنا في البداية..!!
تعليقات
إرسال تعليق